سواء كنت مستثمرا في البورصة أم لا؛ فمن المؤكد أنك قد واجهت كلمة اسهم في وقت من الأوقات، فمن الممكن سماع هذا المصطلح في نشرات الأخبار أثناء نقل المراسلين لأخبار الأسهم الأكثر تداولا في البورصات العالمية، أو أسهم الشركات التي قد تعرضت إلى خسائر مفاجئة، أو قد تواجهها ببساطة خلال مشاهدة أحد الأفلام في التليفزيون، ولكن هل فكرت يوما في معرفة ماذا تعني كلمة اسهم، وكيفية شراء الاسهم في البورصة، وكيف يمكن الاستفادة منها؟
محتويات
ما هي الأسهم؟ ولما يتم إصدارها؟
الأسهم هي عبارة عن جزء من ملكية الشركة، تقوم الشركة بطرحها في الأسواق المالية عن طريق الاكتتاب العام، ومن ثم يمكن للمساهمين شراء الأسهم والحصول على جزء بسيط من ملكية الشركة بحسب عدد الأسهم التي يمتلكها، مع استحقاق جزء من أرباح الشركة والتي يتم توزيعها على حملة الأسهم بشكل دوري بحسب ما تقرره كل شركة. وعادة ما تتجه الشركات إلى إصدار الأسهم في الاكتتاب العام لجمع المال لعدة أسباب، ومنها:
- زيادة استثمارات الشركة من خلال تنفيذ عدد من المشروعات الجديدة والتي تطلب زيادة رأس مال الشركة، أو من أجل التوسع في المشروعات القائمة، خاصة إن كانت الأعمال التجارية للشركة تمثل عامل جذب للمستثمرين، وبالتالي فإن فرصة إجراء التوسعات المربحة من أسهمها عادة ما تكون أكبر.
- قد تصدر الشركات أسهمها بهدف تقليل حجم الديون من خلال تدفق الأموال بشكل سريع عند الاكتتاب، وبالتالي يتم تغطية الديون.
- زيادة إمكانية الشركة في الحصول على قروض، حيث أن الشركات التي تصدر أسهمها للاكتتاب العام يكون لها الأولوية في الحصول على القروض.
مميزات شراء الأسهم
معرفة كيفية شراء الاسهم يتطلب في البداية معرفة المميزات التي يمكن تحقيقها من وراء ذلك، فالاستثمار في الأسهم يعد من الوسائل المضمونة لتحقيق الأرباح، والتي زاد اتجاه الناس إليها خلال السنوات الماضية ومعرفة كيفية شراء اسهم في البورصة، وتتمثل مميزات شراء الأسهم فيما يلي:
- يتجه معظم الناس إلى تعلم كيفية شراء اسهم في البورصة باعتبارها وسيلة لكسب الأموال، فحين يدفع المستثمر مبلغ من المال إلى شركةٍ ما لامتلاك بعض من أسهمها، فهو يحصل في المقابل على جزء من أرباح هذه الشركة، كما يحصل على حق التصويت في قرارات مجلس الإدارة.
- الاستثمار في الأسهم يعد من استراتيجية البقاء في مقدمة التضخم، فقد أظهر تداول الأسهم أنه يحقق عوائد مرتفعة، حيث سجلت قيمة عوائد سنوية أكبر من قيمة معدل التضخم.
- تتميز الأسهم بأنها تمتلك سيولة مرتفعة بشكل نسبي، فمن يمتلك أسهما يمكنه تحويلها إلى أموال بمنتهى السرعة. ومع ذلك فلابد من الأخذ بعين الاعتبار أن أسعار الأسهم في حالة تقلب دائمة، فقد تزداد قيمة الشركة أو تنخفض في طرفة عين، وبالتالي فإن الأسهم عرضة للخسائر أيضا.
استراتيجيات تداول الأسهم
في عالم تداول الاسهم؛ تعد الاستراتيجية هي المفتاح لتحسين فرص الصفقات المربحة، والطريق إلى تقليل المخاطر. فاستراتيجية التداول الجيدة تأخذ في الاعتبار بعض الأسهم المعينة، مع وجود المعلومات الكافية عن الشركة والصناعة وظروف السوق وحالة التجارة، لذلك مع معرفة كيفية الاسهم لابد من معرفة مقدار المخاطر التي يمكن للشخص تحملها، وكذلك فهم احتياجاته وتفضيلاته الشخصية في الاستثمار، ومن ثم يقوم بوضع استراتيجية خاصة به للتداول، مع اختبارها بعناية فائقة لإثبات نجاحها، ولتقليل احتمالات الخسائر.
فيما يلي نوضح بعض من استراتيجيات التداول الأكثر نشاطا وشيوعا بين المتداولين، والتي يمكن استخدامها بعد فهم كلٍ منها ورؤية مدى توافقها مع التفضيلات الخاصة لكل شخص وتعلم كيفية شراء الاسهم ومقدار القدرة على مواجهة المخاطر، ومدى الوقت الذي يمكن تخصيصه يوميا لتجربة التداول.
1. التداول اليومي
وهو يعني التداول خلال ساعات فتح سوق المال يوميا، من خلال فتح الصفقة وإغلاقها في نفس اليوم، ويعتمد هذا النوع من التداول على الحركات قصيرة الأجل في سوق المال، كما يتطلب معرفة متعمقة بالأسهم التي يتم تداولها بعد معرفة كيفية شراء اسهم بالبورصة، وبالسوق العام الذي تنتمي إليه.
يحتاج التداول اليومي إلى التنبؤ بحركة الأسعار الخاصة بالأصول المالية بناءً على متابعة الأخبار وتقارير الأرباح اليومية وأسعار الفائدة، كذلك معرفة أخبار الكوارث؛ فيمكن لأي حدث مهما كان بسيطًا أن يسبب تقلبات كبيرة في الأسعار، ولذلك لابد للمتداول اليومي أن يستفيد منه.
بالإضافة إلى ذلك يتطلب التداول اليومي معرفة الأسواق المالية العامة، والعوامل المؤثرة في تحركاتها، فضلا عن ذلك، فالتداول اليومي يركز على التحركات الفورية والسريعة، لذلك لابد للمتداول أن يكون متواجدا بشكل مستمر خلال ساعات العمل ليتخذ قراراته بسرعة ومعرفة كيفية شراء الاسهم المناسبة التي تحقق له الأرباح اليومية.
يجب الوضع في الاعتبار أن التداول اليومي يتطلب الكثير من التركيز والعمل، وفهم طبيعة السهم الذي يتم تداوله وأدوات التحليل المستخدمة، ومتابعة العديد من المصادر الموثوقة للأخبار.
2. تداول الموقف
ويركز هذا النوع من استراتيجيات التداول على تحديد اتجاهات السوق والاستفادة من الاتجاهات المتغيرة. حيث يعتمد على التحركات للأسعار الإجمالية، فعادة ما يدخل المستثمرون في الصفقات بمجرد تسوية الاتجاه. ثم يقومون بتركها بمجرد أن يتغير الاتجاه، فذلك يعني شغل منصب لفترة قد تستغرق أياما أو تمتد لشهور. وعادة ما يضع متداولي المواقف عدد أكبر وأقل، حيث يبحثون عن المكاسب الكبيرة ولكن على فترات زمنية أطول.
هذا النوع من التداول لا يتطلب متابعة كاملة، ولكن من الضروري البقاء على اطلاع بما يجري مع الأسهم المتداولة. التحليل الأساسي له دور كبير في هذا التداول، لأنه الأساس في تحديد اتجاهات السوق، وبالتالي تحديد الموقف المطلوب للدخول فيه أو المغادرة منه، وموعد حدوثه، لذلك فالمفتاح هنا هو العثور على الاتجاهات والأنماط التي يمكن التنبؤ بها، وكذلك معرفة الأسهم التي تتضمنها بعد معرفة كيفية شراء الاسهم وتداولها وفقا لهذه الاستراتيجية.
3. تداول الأرجوحة
أو استراتيجية السوينج، وهي تعتمد على كيفية شراء الاسهم والاحتفاظ بها لفترات زمنية قصيرة نسبيًا، حتى تحدث بعض التغييرات أو التقلبات في أسعار هذه الأسهم. وتركز هذه الاستراتيجية على استخدام أدوات التحليل الفني كالمؤشرات والمخططات في تحديد الاتجاهات والأنماط، فتحديد تقلبات الأسعار يتيح للمتداولين معرفة أوقات الدخول والخروج من الصفقات من أجل التقاط موجة والاستفادة منها.
عند اختيار استراتيجية التداول المتأرجح؛ فمن الأفضل اختيار الأسهم التي تتسم بحجم تداول مرتفع، لأنها عادة ما يكون لها تقلبات مستمرة في الأسعار، فالتداول المتأرجح يهدف إلى هوامش ربح أقل في كل صفقة، ولكنها تضيف بشكل دوري ما يحقق مبالغ أكبر.
أسس تداول الأسهم
تداول الأسهم في البورصة يتطلب معرفة بعض الأساسيات التي تساعد في نجاح الاستثمار، والتي يجب تعلمها مع تعلم كيفية شراء اسهم وتداولها، حتى يحقق المتداول أهدافه من وراء دخول هذا المجال، ومن أهم أسس التداول ما يلي:
- توقيت دخول الصفقات والخروج منها: فاختيار الوقت الصحيح لدخول الصفقة، ومعرفة متى يتم ترك الصفقة. تعد من أهم الأمور في أي استراتيجية تداول، والتي تعلب دورا هاما للغاية في التأثير على نتائج التداول. ففرق السعر عند دخول الصفقة والخروج منها هو حجم الربح أو الخسارة التي نتجت من تلك الصفقة.
- دخول الصفقات: لمعرفة التوقيت المناسبة لدخول الصفقة لابد من تحليل السوق وفهم العوامل التي تؤدي إلى تحركات الأسهم المختلفة سواء على المدى القصير أو الطويل، فالتعرف على ما يحدد أسعار الأسهم يتيح فرصة معرفة المزيد من المعلومات عن تلك العوامل، وبالتالي معرفة الأسهم الأكثر ملائمة للتداول، وكذلك معرفة الاستراتيجية الأفضل لتداول هذه الأسهم.
- الخروج من الصفقات: يمكن الخروج من كل صفقة بربح أو خسارة. في حين أن ما يسعى إليه كل المستثمرين هو كسب المال، فلن تكون كل الصفقات رابحة. يحتاج المستثمر إلى معرفة كيفية شراء الاسهم ومعرفة الوقت الأفضل لسحب الأرباح من الصفقة والخروج منها. وكذلك معرفة التوقيت المناسب لتركها وكسب المزيد من المال.
كيفية شراء الاسهم الجيدة
قبل التطرق إلى كيفية شراء اسهم في البورصة؛ من الضروري أن يتعرف كل من يرغب في دخول هذا المجال كيفية اختيار الأسهم الجيدة للتداول؛ حتى يتمكن من تحقيق هدفه من تداول الأسهم وكسب الأموال التي يطمح إليها، فهناك بعض العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل التعمق في كيفية شراء الاسهم كما يلي:
1- تحديد الهدف من الاستثمار
فقبل التفكير في كيفية شراء الاسهم لابد من تحديد الهدف من القيام بذلك، فلكل مستثمر هدف لابد أن يركز عليه حتى ينجح في تحقيقه، فهناك من يهدف إلى كسب المال في المقام الأول لتوليد مصدر دخل مستمر، وهناك من يهدف إلى الحفاظ على رأس مال باعتباره مدخرات مستقبلية، وهناك من يطمح إلى زيادة رأس المال على المدى الطويل.
فتحديد الهدف من الاستثمار يلعب دورا كبيرا في تحديد كيفية شراء الاسهم المناسبة للهدف. فمن يبحث عن مصدر دخل إضافي سينجذب إلى الأسهم التي تدفع أرباح جيدة للمساهمين بصفة دورية. أو قد يتجهوا إلى الصناديق الاستثمارية مثلا.
أما من يبحث عن التحوط والحفاظ على رأس المال ضد التضخم فربما ينجذب إلى الأسهم التي تتسم بأقل قدر من المخاطر. واختيار أسهم الشركات المهيمنة في السوق. من جهةٍ أخرى سيبحث من يرغب في تنمية رأس المال عن الشركات الصغيرة نسبيا. والتي تبشر بمستقبل متميز وتمتلك موارد مشجعة على النمو في المستقبل.
2- اختيار القطاع
لكي يتمكن المبتدئ في سوق المال من تصفية العدد الهائل من الأسهم المتاحة والاختيار من بينها. فلابد من تحديد القطاع الذي يرغب بالاستثمار فيه، وينصح دائما باختيار القطاع الذي يمكن للمستثمر فهمه. فحين يقوم شخص ما بشراء أسهم إحدى الشركات فإنه يقوم بشراء جزءا صغيرا من الشركة. لذلك إذا اختار شركة لا يفهم ما تفعله أو ما مجال عملها فكيف له أن يحدد إذا ما كانت الشركة اختيار جيد للاستثمار أم لا. من الجيد أيضا عند البحث عن كيفية شراء الاسهم اختيار المجال الذي يثير اهتمام المتداول. وهو ما يساعد في تسهيل البحث عن الشركة ومعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عنها. وبالتالي يسهل متابعة أداء الشركة في سوق المال لاحقا.
3- تحديد الشركة التي لديها ميزة تنافسية
الخطوة التالية في كيفية شراء اسهم جيدة هو اختيار الشركة التي تتمتع بميزات تنافسية. وبالتالي تعمل على الحماية من منافسيها، فهذه الميزة قد تكون ميزة تكنولوجية. أو ولاء للعلامة التجارية كالشرة العالمية كوكاكولا، أو قد تتمثل في الإنتاج منخفض التكلفة كشركة أمازون. فمجرد تحديد الشركة يجب معرفة العوامل التي تساعد في الحفاظ على مميزات كل شركة. ومدى قدرة كل شركة في الحفاظ على مميزاتها في المستقبل.
4- عمل بحث عن الشركة التي تم اختيارها
الوصول إلى هذه المرحلة في كيفية شراء الاسهم الجيدة يعني تحديد قائمة بالأسهم المحتملة للاستثمار. والتي تقتصر فقط على الشركات التي يمتلك المستثمر معلومات كافية عن عملها ومجال صناعتها والميزة التنافسية التي تملكها. الآن قد حان الوقت لإجراء بحث عن الشركات الموجودة في القائمة. وذلك من خلال قراءة الأخبار المالية لكل شركة ومعرفة آخر التحديثات بها. مع الوضع في الاعتبار عدم الأخذ بآراء المحللين على أنها قانون ولابد أن يكون صحيحا. فقد يخطئ المحلل كما قد يصيب.
يمكن الاطلاع على التقارير المالية للشركات والتي عادة ما يتم نشرها على المواقع الإلكترونية للشركات في قسم علاقات المستثمرين. التعمق في هذه التقارير بشكلٍ كامل في الأداء التاريخي للشركة وليس فقط في الفترة الحالية. حيث يجب التركيز على بعض الأرقام، مثل إجمالي الأرباح على مدار السنين. وهل تحقق الشركة أرباحا جيدة أم لا، وقيمة صافي الدخل، وقيمة ربحية السهم. وإجمالي عائد توزيعات الأرباح والتي هي هامة جدا بالنسبة لمن يبحث عن مصدر دخل منتظم من استثمار الأسهم.
كيفية شراء الاسهم
معرفة كيفية شراء اسهم في البورصة غالبا ما يتطلب الاستعانة بوسيط مالي، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي والذي أصبح يوفر لجميع الأشخاص إمكانية الحصول على حساب استثماري وشراء الأسهم في البورصة من خلال ضغطات بسيطة على شبكة الإنترنت بدون الاضطرار إلى الذهاب المباشر إلى البورصة كما كان الأمر في الماضي، ولذلك فقد ظهرت مئات الشركات التي تعمل بمثابة الوسيط المالي بين الأشخاص والبورصة لتساعدهم في كيفية شراء الاسهم وفتح حساب التداول بكل سهولة.
خطوات شراء الاسهم
مجرد الوصول إلى هذه المرحلة من تعلم كيفية شراء الاسهم فذلك يعني أن الشخص أصبح على استعداد كامل لخوض التجربة بشكل عملي، ويمكن القيام بذلك بكل سهولة بتنفيذ الخطوات التالية:
- فتح حساب شراء الأسهم، والذي يتطلب التسجيل مع إحدى شركات الوساطة مالية. فخلال 15 دقيقة فقط يتم فتح الحساب الاستثماري ليصبح جاهزا لإضافة رأس المال. وذلك من خلال التحويل البنكي أو استخدام البطاقة الائتمانية الخاصة بالعميل.
- اختيار الأسهم التي يرغب العميل في شرائها، حيث يمكن الاختيار من بين الأسهم الفردية كأسهم الشركات العالمية. أو اختيار سلة من الأسهم لعدة شركات تمثل قطاعا واحدا. وذلك بعد معرفة كيفية شراء اسهم مناسبة لتوضع في سلة استثمارية واحدة.
- تحديد أوامر التداول، سواء البيع أو الشراء، وكذلك تحديد المبلغ الذي يريد العميل استثماره في كيفية شراء الاسهم المختارة. ويتم تنفيذ أمر التداول في الحساب الاستثماري، ومن ثم متابعة التداول وفقا للاستراتيجية التي يتم اتباعها في الاستثمار.
- من أهم الخطوات في كيفية شراء اسهم هو معرفة أوامر التداول ومتى يتم تحديد كل أمر منها. مثل أمر السوق والذي يتم تنفيذه في غضون ثوانٍ بسعر السوق. أو أمر جني الأرباح عند وصول السعر إلى حد معين، أو أمر وقف الخسارة إذا ما اتجه السوق عكس التوقعات.
- تحسين أداء المحفظة الاستثمارية، فتعلم كيفية شراء الاسهم هو الجزء الأول فقط في رحلة الاستثمار. ولابد من متابعة أداء الشركات التي يتم تداول أسهمها، وكذلك متابعة غيرها من الشركات الراسخة في السوق. بحيث يمكن إضافة المزيد من أسهم نفس الشركة إلى المحفظة إذا ما حققت الأرباح المتوقعة منها. أو إضافة المزيد من الأسهم الأخرى التي يحتمل أن تكون مربحة أيضا. فتعلم كيفية شراء الاسهم أمر مستمر ولا يقتصر على الخطوات الأولى فقط.