المفكرة الاقتصادية

المفكرة الاقتصادية تعد من أهم الأدوات والوسائل المستخدمة من قبل المستثمرين المحترفين في الأسواق المالية والبورصات العالمية، بل أنها تعد من الأدوات الأساسية لأي مستثمر يحرص على أن يكون في حالة إطلاع دائم بالبورصات، وهي أيضا من المصطلحات الشائعة بين المضاربين المحترفين والذي قد لا يعرفه معظم المتداولين الجدد والمبتدئين في الأسواق المالية.

مفهوم المفكرة الاقتصادية

يمكن اعتبار المفكرة الاقتصادية من أهم الأدوات التي يستخدمها المستثمرون المحترفون في البورصة لمساعدتهم على التخطيط الناجح لاستثماراتهم واتخاذ قرارات مالية صائبة، خاصة مع وجود كم كبير من المتغيرات الصغيرة والكبيرة التي تؤثر في الأسواق المالية، ومع وجود العديد من الأحداث المالية فتتغير قدرات الأدوات المالية المختلفة وتتغير قيمتها أيضا، ولكن مع هذه الأداة يمتلك المستثمرون مرآة تعكس لهم الأحداث المالية وفقا لأيام التداول، مع وضعها في جداول منسقة تتضمن البيانات وأبرز التصريحات من كبار المضاربين والدول المؤثرة في الأسواق المالية، كصندوق النقد الدولي والبنوك المركزية وغيرها من الجهات المؤثرة في المؤشرات الاقتصادية الهامة كمعدلات التضخم ومعدلات البطالة وإجمالي الناتج المحلي والقرارات الخاصة بأسعار الفائدة.

فوائد المفكرة الاقتصادية

واحدة من أهم الفوائد الرئيسية للمفكرة الاقتصادية هي مساعدة المتداولين والمستثمرين على توقع تحركات السوق والقدرة على الاستعداد لها عن طريق الاطلاع الدائم بالأحداث الاقتصادية، فمن خلال المفكرة الاقتصادية يمكن فهم اتجاهات السوق والمحركات الأساسية له بصورة أفضل، مع القدرة على تعديل استراتيجيات التداول وفقا لها.

من الفوائد الرئيسية الأخرى للمفكرة الاقتصادية أنها تساعد المتداولين والمضاربين على تجنب المخاطر المحتملة للأسواق المالية، فعلى سبيل المثال: إذا أصدرت دولة ما تصريحا حول زيادة معدل البطالة فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تقلبات اقتصادية في هذه الدولة وهو ما يؤدي بالتبعية إلى حدوث تغيرات في عملتها المحلية وبالتالي تتأُثر عمليات الاستثمار الخاصة بعملة تلك الدولة. ولذلك فالكيانات الاقتصادية الكبرى دائما ما تفضل حالة الاستقرار والهدوء النسبي في الأسواق المالية، لأن التوتر الاقتصادي يؤدي إلى حالة من التذبذب في البورصات العالمية.

المفكرة الاقتصادية أداة تحليل أساسي

لا يوجد مستثمر محترف في سوق الفوركس لا يمتلك مفكرة اقتصادية ولا يعرف كيف يستخدمها في تخطيط وتنفيذ تداولاته الخاصة، ولذلك فهي الجزء الأساسي في أي تحليل للسوق قبل وبعد أي حدث اقتصادي، فهي التي تساعد المتداول للتنبؤ بالاتجاهات والحركات المختلفة للأسواق.

بالمفكرة الاقتصادية يتمكن المتداول من تنفيذ تداولاته بشكل مدروس ومرتكز على أسس واقعية، فالأحداث التي تظهر على المفكرة عالميا يثوم المستثمرون بدراسته دراسة عميقة، مع عقد مقارنات بين الأحداث المشابهة له في الماضي وتأثيرها على الاقتصاد والأسواق المالية، ومقارنتها مع الأحداث الحالية ومدى التأثير المتوقع لها، وبالتالي يتمكن المستثمرون من التنبؤ بتحركات السوق واتجاهاته عقب الأحداث الحالية.

بانير اعلاني

وعادة ما يقوم المحترفون الذين يملكون خبرة في الأسواق المالية بفتح مركز للحدث المالي ثم الإعلان عنه مع معرفته أن هذا الإعلان سوق يؤدي إلى حدوث تذبذب في الأداة المالية التي يقوم باستخدامها، ولذلك يتمكن من فتح مركز لشراء لهذا الحدث والذي عادة ما يتم بيعه على نطاق واسع ويحقق منه أرباحا كبيرة.

بمجرد أن يقوم المتداول بتحديد الأحداق التي يهتم بمتابعتها، فيمكنه استخدام البيانات والمعلومات الموجودة بالمفكرة الاقتصادية والتي تخص تطوير استثمار أو استراتيجية تداول معينة، فمثلا إن كان المتداول مهتما بتداول إحدى العملات الأجنبية فإنه يبدي اهتماما وثيقا بالأخبار والبيانات وقرارات أسعار الفائدة التي من شأنها أن تؤثر على قيمة تلك العملة، ولذلك لابد أن يكون مطلعا دائما على كل ما يتعلق بتلك العملة.

على جانبٍ آخر يوجد نسبة كبيرة من المستثمرين الذين لا يدركون أهمية استخدام الأحداق المالية التي يتم ذكرها بالمفكرة الاقتصادية، ولذلك لا ينظرون إليها بعين الاعتبار، ولذلك يعتبر من الأخطاء التي يقع فيها البعض. وبشكلٍ عام فإن المفتاح في استخدام المفكرة بصورة فعالة هو تحديد الأحداث المالية الأكثر صلة بالاستثمار أو استراتيجية التداول الخاصة بكل مستثمر ثم البقاء على اطلاع دائم بأحدث البيانات والأخبار المتعلقة بها.

نصائح لاستخدام المفكرة الاقتصادية

يمكن للمفكرة الاقتصادية أن تكون مصدرً قيمًا للمتداولين والمستثمرين الذين يحرصون على المتابعة والاطلاع الدائم للبيانات والأخبار والأحداث الاقتصادية، ومع ذلك فهناك بعض النصائح والأمور الأساسية التي لابد من مراعاتها عند استخدام المفكرة الاقتصادية للتأكد من استخدام التقويم الاقتصادي بشكل فعال، ومنها:

  • أولا: من الضروري أن يتذكر المستثمر أن المفكرة الاقتصادية ما هي إلا أداة واحدة من ضمن مجموعة أدوات الاستثمار والتداول، وبالرغم من كونها قد توفر توقعات قيمة حول تحركات السوق واتجاهاته، إلا أنه لا ينبغي أن تكون هي المصدر الوحيد لمعلومات المتداول أو الأداة الوحيدة التي يعتمد عليها في اتخاذ قراراته المالية والاستثمارية، فالمستثمر الناجح هو من يمتلك مجموعة من الأدوات ويتمكن من استخدامها جميعا والتوفيق بينها للحصول على قرارات صائبة.
  • ثانيا: من الضروري مراقبة التطورات والأخبار داخل المفكرة وخارجها أيضا، فالمؤشرات الاقتصادية قد توفر معلومات هامة عن الأسواق المالية إلا أنها لا توضح الصورة كاملة، فقد يكون هناك أخبار وتطورات أخرى تؤثر أيضا في حالة السوق المالية، مثل الكوارث الطبيعية أو الأحداث الجيوسياسية وغيرها من الأحداث التي لا تظهر في المفكرة الاقتصادية.
  • ثالثا: لابد للمتداول أن يكون في حالة استعداد دائم للتحركات الغير متوقعة بالسوق، فيمكن أن تساعد المفكرة الاقتصادية على توقع تحركات السوق والاستعداد لها، ولكن دائما ما يكون هناك أحداث غير متوقعة أو مفاجئة تؤثر على السوق تأثيرا كبيرا، وهنا تكمن أهمية وجود استراتيجية استثمار قوية مع البقاء في حالة متابعة دائمة بآخر التطورات والأخبار، وبذلك يمكن للمتداول الاستعداد بصورة أفضل للتعامل مع التحركات الغير متوقعة للسوق.

كيفية التعامل مع المفكرة الاقتصادية

لكي ينجح أي متداول في استخدام المفكرة الاقتصادية بشكل صحيح والاستفادة منها؛ فعليه أولا تحديد الإعدادات الهامة الخاصة بطريقة عرض المفكرة، وذلك عن طريق استخدام الفلترة وتحديد البلد، والتوقيت، والفئة، والأهمية.

في البداية لابد من التركيز على اختيار زوج عملات واحد فقط على أن يكون من عملات الدول التي لها تأثير قوي في أداء أزواج العملات، فمثلا زوج الإسترليني دولار يعتبر من أهم وأشهر أزواج العملات التي تتمتع بإقبال واسع بين متداولي الفوركس، فمن خانة الدولة يتم اختيار بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

يتم تحديد اللغة المراد استخدامها في متابعة التقويم الاقتصادي بالمفكرة، مع اختيار المدة الزمنية الافتراضية، وأخيرا يتم ضبط الفلاتر الخاصة بالمفكرة حتى تظهر تأثيرات معينة أو بلدان محددة.

المرحلة التالية هي تفسير البيانات التي تظهر بالمفكرة، فإن كانت البيانات الفعلية الظاهرة بالمفكرة تختلف عن تلك المتوقعة، فمن الممكن توقع حدوث ذبذبة في زوج العملات المختارة، وإن كان الفارق أكبر من المحتمل فقد يسبب ذلك تذبذب أعلى، فالمؤشر يظهر حجم التذبذب المتوقع.

الجدير بالذكر أن المفكرة الإقتصادية هي من الأدوات الشائعة بشدة في سوق تداول الفوركس، ولكنها في الحقيقة لا تقتصر فقط على متابعة أزواج العملات الأجنبية، بل يمكن استخدامها في متابعة أي من الأسهم العالمية أو الأصول المالية الأخرى جنبا إلى جنب أدوات التداول الأخرى.