أصبح تداول الأسهم في البورصة من أكبر عوامل الجذب للمستثمرين في مختلف أنحاء العالم، ولم يعد يقتصر الأمر على كبار المستثمرين، بل أن أي شخص عادي يمكنه الآن دخول عالم الاستثمار في البورصة باستخدام مبلغ صغير من المال، وأصبح السؤال الأكثر شيوعا في العالم هو كيف اتداول في الاسهم وأحقق الأرباح؟ وخلال السطور التالية نطرح إجابة هذا السؤال.
محتويات
كيف اتداول في الأسهم
البدء في تداول الأسهم يتطلب توافر بعض العوامل التي تضمن للمستثمر النجاح في تنفيذ صفقات التداول عبر شبكة الإنترنت وكسب الأرباح منها، وأهمها:
أولا: التعلم والمعرفة
كل من يرغب في دخول عالم التداول وتحقيق النجاح فيه يتوجب عليه التعلم، فالنقطة الأولى في الإجابة على من يسأل كيف اتداول في الاسهم هي التعلم ومعرفة كل ما يخص تجارة الأسهم من الصفر وحتى الاحتراف، وتعلم كيفية إدارة الصفقات واستخدام أدوات وأوامر التداول، وكيفية توظيف كلا منها بالشكل الذي يخدم الصفقة، حتى يتمكن من تحقيق نتائج سريعة بدون خسائر من خلال تعلم الاستراتيجية التي تساعده في التمهل وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، لذلك فالتداول الناجح يتطلب قضاء فترة من الوقت في التعلم.
ثانيا: فهم استراتيجيات التداول والاختيار من بينها
من يسأل كيف اتداول في الأسهم عليه أن يتعلم معنى استراتيجية التداول، وما هي أنواع تلك الاستراتيجيات. ومن ثم اختيار استراتيجية التداول المناسبة لأهدافه وقدراته الاستثمارية، سواء كان التداول قصير المدى أو طويل الأجل. مع فهم كل أدوات التداول الموجودة في منصة التداول وتعلم كيفية استخدامها وتحقيق أفضل استفادة ممكنة منها.
كذلك تحديد الأوامر الخاصة بالإيقاف ونقاط الخروج من الصفقات لتجنب المخاطر المحتملة، فمن خلال فهم أدوات التحليل وتعلم كيفية قراءة اتجاهات السوق ومعرفة كل ما يتعلق بالأسهم المتاحة للتداول والمراد الاستثمار فيها حتى يتم تعلم كيفية تنفيذ صفقات ناجحة، إلى جانب ضرورة أن تكون الاستراتيجية مرنة بشكل يسمح بالتعديل عليها سواء بالإيجاب أو السلب مما يساعد في ضمان تحقيق نتائج أفضل.
ثالثا: اختيار وسيط مالي موثوق
من أهم النقاط الأساسية في إجابة سؤال كيف اتداول في الاسهم هي اختيار الوسيط المالي الموثوق، فاختيار شركة التداول المضمونة تعد من أسس ضمان النجاح في تجربة التداول والاستثمار بصفة عامة، ولذلك فمن الضروري لكل مبتدئ أن يبحث جيدا عن شركات التداول أو شركات الوساطة المالية الموثوقة والمرخصة والتي تتمتع بسمعة جيدة بين المستثمرين في سوق تداول الأسهم، ولابد أن تتوفر فيها بعض المعايير الهامة للغاية، أولها الثقة والتراخيص والخضوع للرقابة المالية، وذلك لضمان الحفاظ على أموال العملاء وسلامة تداولاتهم.
بالإضافة إلى أهمية التعرف على الخدمات التي تقدمها شركة التداول. وإن كانت تحقق الطموحات والأهداف الاستثمارية الخاصة بالعميل أم لا. وما هي المميزات التي تقدمها كل شركة لتميزها عن غيرها من شركات التداول. وكذلك معرفة أنواع حسابات التداول المتاحة في كل شركة، فكل هذه الأمور تضمن للعميل الجودة في خدمات التداول.
الجدير بالذكر أن العديد من شركات الوساطة المالية المتميزة توفر للعملاء خدمة الحساب التجريبي للتداول، وهو ما يسمح للمبتدئين التعرف على منصة التداول وأدوات التداول وتجربة استخدامها بشكل فعلي وتنفذ صفقات تداول حقيقية ولكن بأموال افتراضية، وهو ما يساعد في اكتساب بعض الخبرة وتعلم العديد من الأمور في التداول، ليصبح المبتدئ مستعدا لممارسة التداول الحقيقي بأموال حقيقية.
رابعا: فتح حساب التداول وبدء الاستثمار
من أهم النصائح التي يقدمها الخبراء في سوق المال لكل من يسأل كيف اتداول في الاسهم هو ضرورة بدء الاستثمار بمبالغ مالية صغيرة إلى متوسطة، وعدم المجازفة بكل ما يملك من مدخرات، فذلك يضمن لهم اكتساب الخبرة في التداول وتعلم كيفية مواجهة المخاطر المحتملة بدون تكبد الكثير من الخسائر.
لذلك من الضروري لكل مبتدئ أن يعرف كل الفرص المتاحة للاستثمار حتى يتمكن من اقتناصها وتحقيق الأرباح. وكذلك الاستفادة من الرافعة المالية في فتح صفقات تداول ومعرفة القيمة الحقيقية للمبالغ المالية الموجودة في الحسابات. وذلك من أهم الأمور لمن يرغب في تعلم كيفية تداول الأسهم.
خامسا: اختيار الأسهم
النجاح في تداول الأسهم يعتمد بشكل كبير على اختيار أفضل الأسهم بعناية، فهناك أسهم تناسب استراتيجية المضاربة اليومية، وهناك أسهم تناسب الاستثمار قصير المدى، وأخرى لا تناسب إلا الاستثمار طويل الأجل، لذلك فلابد من تحديد الاستراتيجية المتبعة ومن ثم اختيار الأسهم التي تناسب كل استراتيجية بالشكل الذي يضمن تحقيق أفضل نتائج، ولذلك فهناك بعض العوامل التي من شأنها أن تساعد المتداول في اختيار أفضل أسهم للتداول، ومنها:
- عند متابعة أسهم الشركات لابد من التعرف على النتائج المالية للشركة واتجاه نمو الأرباح الخاصة بها خلال السنوات الأخيرة.
- يجب عمل تقييم للمركز المالي للشركة وقياس حجم قدرتها على المنافسة بين غيرها من الشركات التي تنشط في نفس المجال.
- يجب تحليل أوضاع الشركة بالاستناد إلى القيمة السوقية الخاصة بها. وتقييم قدرتها على الصمود في ظل التقلبات المختلفة التي يتعرض لها سوق المال، ومدى تأثرها بتلك التقلبات خلال عمليات التداول.
- متابعة مواعيد توزيع الأرباح النقدية على المساهمين في كل شركة. ومدى التزام الشركة بتوزيع الأرباح في المواعيد المعلنة بالمقارنة مع النتائج المالية العامة للشركة.
كما يجب معرفة مواعيد فتح وإغلاق البورصة وفترات التداول، فهناك العديد من البورصات التي لا تسمح بمتابعة أي صفقة وفتحها أو إغلاقها أو تنفيذ أي أوامر خارج الأوقات الرسمية، كما يوجد بعض الأوقات خلال الأسبوع التي تكون أفضل من غيرها في التداول، كيوم الأحد الذي غالبا ما يكون أفضل الأيام للمضاربة في الأسهم.
كيف أحسب الأرباح عندما اتداول في الأسهم
يعد هذا السؤال من الأسئلة الشائعة بين المبتدئين في تداول الأسهم، بالرغم أنه لا يمكن الإجابة عنه بإجابة نموذجية أو نقاط محددة يتمكن من خلالها المتداول حساب أرباحه، فالأرباح والعوائد الناتجة عن تداول الأسهم لها العديد من الصور وتتوقف على عدة عوامل متغيرة ومتفاوتة بحسب حالة السوق واتجاهاته وحركة الأسعار وغيرها، ويمكن حساب قيمة الأرباح المحتملة لتداول الأسهم بأكثر من منظور على النحو التالي:
- أرباح ملكية السهم: ويعرف باسم “عائد الاقتناء”، ويشار له بالرمز HPR. ويتم حساب عائد الاقتناء من خلال إيجاد قيمة الفرق بين السعر السابق للسهم والسعر الحالي له. وذلك بعد إضافة قيمة التوزيعات النقدية التي تم استلامها.
- أرباح سهم الشركة: ويشار لها بالرمز EPS، وهي إجمالي صافي الدخل يتم قسمته على إجمالي عدد الأسهم.
- الأرباح غير المحققة: ويشار إليها بالرمز Unrealized P/L، ويتم حسابها بطريقة بسيطة. فهي الفرق بين سعر شراء السهم والسعر الحالي له.
- الأرباح المحققة: ويشار إليها بالرمز Realized P/L. وهي الناتج من طرح سعر بيع السهم من سعر شراءه بعد إضافة قيمة العمولات.
من خلال الآليات السابقة لحساب الأرباح يمكن حساب الأرباح الناتجة من تداول الأسهم. الجدير بالذكر أن بعض الشركات الكبرى في مجال الوساطة المالية توفر لعملائها وسائل مختلفة لحساب ربحية السهم أو العوائد المحتملة من الاستثمار في الأسهم، من خلال أدوات حسابية متطورة تم تصميمها لهذا الغرض خصيصًا.