نفط خام برنت هو التصنيف الأساسي التجاري للنفط الخام من النوع الخفيف الحلو، وهو يستخدم كمعيار أساسي لأسعار شراء النفط على مستوى العالم، وهذا التدريج يوصف بكونه خفيف وفقا لانخفاض كثافته بشكل نسبي، ويوصف بأنه حلو لأنه يحتوي على نسبة منخفضة من عنصر الكبريت، ويستخرج نفط برنت من بحر الشمال، ووفقا للفروق بين نفط برنت وبين الخامات الأخرى فإن سعر بيعه قد يقل أو يزيد عن الأنواع الأخرى، ولكن يتم استخدام قيمته السعرية من أجل تسعير نحو ثلثي واردات العالم من النفط الخام والتي يتم التداول بها.
محتويات
أسعار نفط برنت
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً في أسعارها وصلت إلى 116.57 دولار أمريكي للبرميل الواحد، ويجدر الإشارة إلى أن هذا السعر هو أعلى مستوى يصل إليه سعر البرميل منذ سبتمبر عام 2008م.
وقد أغلقت العقود الآجلة للنفط على ارتفاع بمستويات قياسية، فقد واصلت الصعود حتى بعد تسوية التعاملات، فقد أغلقت عقود برنت على أعلى مستوى وصلت إليه منذ شهر يونيو 2014، أما العقود الأمريكية فقد وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ مايو عام 2011م.
أما غرب تكساس الوسيط العقود الآجلة للنفط الأمريكي فقد سجلت ارتفاعا وصل إلى 7.19 دولار أمريكي، وبلغت نسبته 6.95% عند التسوية، فقد بلغ سعر البرميل 110.60 دولار أمريكي.
بينما سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعا وصل إلى 7.96 دولار، وبلغت نسبته 7.58%، وقد بلغ سعر البرميل عند التسوية 112.93 دولار أمريكي، وقد استمرت العقود الآجلة للنفط في الصعود حتى بعد التسوية، لكي يقفز خام برنت بقيمة 10 دولار أمريكي للبرميل.
ارتفاع أسعار خام برنت
لا شك أن ارتفاع النفط بشكلٍ عام يؤثر على الموازنات التي تم إقرارها في مختلف الدول عند مستوى سعر 70 دولار للبرميل، وكان ذلك في منتصف العام الماضي، وبالتبعية سوف تقوم هذه الدول وخاصة تلك التي تعتمد بشكل أساسي على استيراد النفط بإعادة النظر في المعادلات الخاصة بتسعير مشتقات النفط من السولار والبنزين وخلافه، وهو ما سوف يدفعها بقوة إلى رفع الأسعار خلال الفترة المقبلة.
ويحذر الخبراء والمحللون من سرعة وتواصل ارتفاع الأسعار للطاقة العالمية، وخاصة بعد تداعيات الاشتباكات الروسية الأوكرانية. وإذا قررت روسيا أن تقوم بالحد من صادراتها للغاز والنفط رداً منها على ما تم توقيعه عليها من عقوبات. فقد شكلت الصادرات الروسية نحو 45% من واردات الطاقة للاتحاد الأوروبي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي.
ومع ذلك فيرى البعض أن هذه الدول تمتلك القدرة على تدبر أمورها في حالة نقص الإمدادات من النفط وخطوط الأنابيب من الروسيا، ولكن ذلك سوف يحدث على المدى القصير فقط، ولكن لا شك أن العواقب على المدى الطويل سوف تكون وخيمة إذا لم تجد هذه الدول البدائل.
ويرى آخرون أن الارتفاع في أسعار النفط في العالم سوف يدفع الشركات لكي تستفيد من أصول المنبع من قطاع التنقيب والإنتاج، وأن هذه الشركات يمكنها إعادة توزيع أموالها في انتقال الطاقة، أو في مضاعفة الاستثمارات في الوقود الأحفوري، أو إعادة الأموال إلى المستثمرين، مع التحذير من الالتزام بمشروعات طويلة المدى للوقود الأحفوري.
أهم المؤثرات على سعر برنت نفط
يتم استخراج برنت نفط خام من بحر الشمال الموجود في المحيط الأطلنطي. وتقع هذه المنطقة بين النرويج والمملكة المتحدة والدنمارك وألمانيا وهولندا وبلجيكا. فيتم استخراج برنت نفط كمزيج من أنواع مختلفة من النفط الخام، وغالبا ما تستهلك الدول الأوروبية معظم الإنتاج من خام برنت. ويتم تصدر الكميات المتبقية إلى بعض الدول الأفريقية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتبر النفط من أهم السلع الاستراتيجية والتي تتأثر بالتقلبات السياسية والصراعات الدولية. كما تؤثر أسعارها في معظم الاقتصادات الأساسية في كافة أنحاء العالم. وبشكلٍ عام فإن أسعار عقود النفط مثلها مثل أي سلعة أخرى يمكن أن تتأثر بصورة مباشرة بحجم المنتج والمعروض منها. وبحجم الطلب عليها، أي أن مفهوم العرض والطلب هو المؤثر الأساسي في أسعار عقود النفط. وهناك بعض العوامل التي قد تؤثر في أسعار النفط بشكل غير مباشر، ومنها:
- دور منظمة أوبك في محاولات تسعير براميل النفط عن طريق تحديد إمدادات النفط، وأوبك هي منظمة دور إنتاج النفط.
- حجم النمو الاقتصادي وحجم الزيادة في النشاط الصناعي بالاقتصادات الرئيسية. وما ينتج عن ذلك من زيادة حجم الطلب على خام النفط.
- تقارير الاقتصاد الأساسية تؤثر على أسعار النفط بشكل قصير المدى. مثل التقرير الأسبوعي عن المخزونات الأمريكية والذي يصدر عن معهد البترول الأمريكي.
- بعض العوامل الموسمية مثل الكوارث الطبيعية والتقلبات الجوية التي تؤثر بشكل سلبي في عمليات إنتاج النفط.
- استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية يؤدي إلى انخفاض حجم الطلب على النفط ومشتقاته مما يؤدي إلى انخفاض سعر النفط.
تداول نفط برنت
نفط برنت هو ما يعرف باسم البترول، وهو عبارة عن سائل موجود في باطن الأرض. ومكون من بعض المركبات العضوية والهيدروكربونات مع قدر ضئيل من المعادن. ويوجد عدة أنواع من النفط الخام التي يتم استخراجها من باطن الأرض. والتي تتفاوت أسعارها في مختلف أنحاء العالم وفقا لجودتها وقيمتها وخصائصها. ويعتبر محتوى النفط من الكبريت هو أهم الخصائص التي يتميز بها. حيث يتم تعريفه بأنه نفط حلو أو نفط حامض بناءا على نسبة محتواه من الكبريت.
وكذلك كثافة النفط والتي تتراوح من الثقيل وحتى الخفيف، فعادة ما يكون النفط الأقل كثافة هو الأعلى سعرا. وكذلك المحلول الحلو والذي يحتوي على أقل نسبة من الكبريت. فهذه الدرجات من نفط برنت هي الأكثر طلبًا، حيث يتم معالجتها عن طريق المصافي التي تتطلب قدر أقل من الطاقة.
ويمكن لكل المستثمرين تداول نفط برنت وتداول العديد من مشتقات النفط، مثل النفط الخام، أو زيت التدفئة، أو البنزين، أو الغاز الطبيعي، أو نفط خام برنت، فيعتمد تداول نفط برنت على بيع وشراء عدة أنواع من النفط والأصول التي ترتبط بالنفط بشكل مباشر بغرض تحقيق الأرباح، وذلك لأن النفط يعتبر من الموارد المحدودة لذلك يشهد سعره العديد من التقلبات الهائلة التي تنتج عن التغيرات في حجم العرض والطلب، وهذه التغيرات ما تزيد من شعبيته الكبيرة بين المتداولين.
كيفية تداول نفط برنت
يمكن تداول نفط برنت من خلال استخدام العقود مقابل الفروقات لكي يتم التداول بالأسعار الفورية للنفط أو من أجل تداول عقود الخيارات، أو للتداول بأسعار العقود الآجلة.
السعر الفوري
ولكن أولا لابد من معرفة ما هو السعر الفوري للنفط، فهو ما يمثل تكلفة الشراء أو البيع الفوري للنفط بدلا من تحديد موعد في المستقبل، بينما أسعار العقود الآجلة للنفط توضح مقدار اليقين في أسواق المال حول ما يعادله النفط من قيمة حين انتهاء العقد الآجل، فالأسعار الفورية توضح القيمة الحالية والتي يساويها سعر النفط الآن.
العقود الآجلة
أما عن العقود الآجلة للنفط فهي عبارة عن عقود يتم من خلالها الموافقة على مبادلة قدر معين من النفط بسعر معين في تاريخ معين، بحيث يتم تداول هذه العقود في البورصات حتى تعكس حجم الطلب على أنواع النفط المختلفة، وبذلك فإن عقود نفط برنت الآجلة هي من الطرق الشائعة في بيع وشراء النفط، فهي تتيح للمستثمرين تداول الأسعار الهابطة والصاعدة.
وعادة ما تستخدم الشركات عقود نفط برنت الآجلة من أجل حجز أسعار ملائمة للنفط وأيضا من أجل التحوط ضد أي تحركات سلبية لأسعار النفط. ومع ذلك فهذه العقود شائعة أيضا بشكل كبير بين المتداولين والمضاربين نظرا لعدم وجود الحاجة إلى استلام براميل نفط برنت. وعلى الرغم أنه لابد الوفاء بهذه العقود إلا أنه يمكن تسوية ذلك في كثير من الأحيان من خلال التسوية النقدية.
ويعتبر نفط خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط هما النوعان الأكثر شيوعا واللذان يتم تداولهما بشكل كبير في بورصة انتركونتيننتال ICE، وكذلك في بورصة نيويورك التجارية NYMEX، ويتم استخدام هذان النوعان كمعايير مرجعية للأسعار العالمية للنفط، بالإضافة إلى استخدامهما كمعيار لحجم التعافي الاقتصادي.
خيارات النفط
وهناك أيضا ما يعرف باسم خيارات النفط وهي تشبه إلى حدٍ كبير العقود الآجلة ولكن مع عدم وجود التزام بالتداول إن لم يرغب المستثمر في ذلك. فهي فقط تمنحه حق بيع أو شراء كمية من نفط برنت بسعر معين في تاريخ معين، ولكن مع عدم الالتزام بتنفيذ ذلك.
ويوجد نوعان من خيارات النفط، وهما: خيارات الشراء calls، وخيارات البيع Puts. ففي حالة الاعتقاد بارتفاع أسعار سوق النفط فيتم الشراء من خلال اختيار الشراء calls. أما في حالة الاعتقاد بأن سعر النفط سوف ينخفض فيتم الشرار باختيار البيع put. كما يمكن أيضا بيع خيارات الشراء وخيارات البيع معا في حالة الرغبة في فتح مراكز بالاتجاه المعاكس. فقد يؤدي بيع الخيارات إلى خلق دخلاً بالأسواق الهادئة، للحصول على قيمتها خارج التداولات. ولكن لابد من توخي الحذر من التحركات المضادة للسوق والتي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.
كيفية الاستثمار في نفط برنت تداول
كما أشرنا سابقا أن أكثر نوعين من أنواع النفط انتشارا واستخداما في التداول هما نفط برنت وخام غرب تكساس. ولكل منهما رمزا في سوق الفوركس، حيث أن رمز نفط برنت هو Brent. أما رمز خام غرب تكساس هو WTI وهو اختصار الاسم West Texas Intermediate. وكلاهما يعتبر من أشهر الأدوات المالية للتداول في سوق الفوركس.
إن التقلبات المتكررة في أسعار خام النفط تجعله من الأصول الجاذبة للمستثمرين والمتداولين من أجل المضاربة عليه. فمن الممكن أن نفط برنت تداول في المستقبل مع خيارات الأسواق تتيح إدخال عقود الشراء عند توقع زيادة الأسعار. وإدخال عقود البيع عند التوقع بانخفاض الأسعار.
كما يوجد العديد من الأوراق النقدية وصناديق الاستثمار المتداولة، مثل شركة XLE وشركة USL اللتان توفرا عروضاً مشوقة لأسواق تداول النفط. أما الطريق الآخر فيتمثل في تداول الأسهم الخاصة بالشركات التي تشارك في صناعات النفط سواء بالاستخراج أو التكرير أو التسويق.
كما يمكن تداول نفط برنت في عقود الفروقات، وهو ما يسمح بالتنبؤ بتحركات سعر السلع بدون الاضطرار لشراء أي عقود. ودائما ما يأتي تداول نفط برنت بالعقود مقابل الفروقات العديد من المميزات الرائعة. مثل استخدام الرافعة المالية في التداول، أو استخدام الخيارات المتنوعة في التداول، فضلا عن السيولة وانخفاض تكاليف التداول.
تداول نفط برنت بالعقود مقابل الفروقات
تداول العقود مقابل الفروقات يوفر للمتداولين فرصاً عديدة لا تقتصر فقط على تداول معايير محددة مثل تداول نفط برنت أو غرب تكساس الوسيط. ولكنها توفر أيضا فرص التداول على المنتجات النفطية الأكثر طلبًا، والتي تعتبر في حد ذاتها من السلع المستهلكة في العالم كله، ومنها:
- البنزين RB، وهو يستخدم في تشغيل جميع أنواع المركبات ومحركات الاحتراق.
- زيت الغاز منخفض الكبريت G، ديزل وهو يستخدم في الموانئ في أمستردام وأنتويرب وبروتردام.
- زيت التدفئة HO، ويتم تكراره من الزيت الخام لكي يستخدم في تدفئة المنازل.
ويتميز تداول نفط برنت بالعقود مقابل الفروقات بالعديد من المميزات، فالبيع أو الشراء يعتبر من أهم المميزات المألوفة لدى المتداولين بالعقود مقابل الفروقات ممن يرغبون في الاستفادة من تقلبات الأسعار في السوق بدون الحاجة إلى شراء الأصل الأساسي من النفط. إلى جانب إمكانية فتح وإغلاق مراكز التداول على مدار اليوم بدون القلق بشأن الصيانة أو الإدارة المباشرة للعقد.
الفرق بين نفط خام برنت وخام غرب تكساس
في الوقت الذي تتساوى فيه أهمية نفط خام برنت وخام غرب تكساس حيث يعتبرا من أهم الأدوات المالية المتاحة للتداول وأكثرها شيوعًا. فهناك عدد من الاختلافات والفروق الرئيسية بين كلا النفطين، ومن أهم هذه الفروق ما يلي:
موقع استخراج النفطين
حيث يتم استخراج نفط خام برنت من حقول النفط الموجودة في منطقة بحر الشمال بالمحيط الأطلنطي. أما خام غرب تكساس الوسيط فيتم استخراجه وانتاجه في الولايات المتحدة الأمريكية.
الاختلاف الجيوسياسي
فدائمًا ما يتأثر سعر النفط بالتقلبات والنشاطات السياسية في العالم، وخاصة في المناطق المنوطة بإنتاج واستخراج خام النفط فيها. فتؤثر الأوضاع السياسية في هذه المناطق على أسعار النفط بشكل مباشر. وبالتالي تؤثر في عمليات تداول النفط في نفس اليوم، ولكن غالبا ما يتأثر نفط اوبك سلبيا بالأوضاع السياسية أكثر من خام غرب تكساس ونفط خام برنت.
المحتوى والتركيب
فلا شك أن محتوى النفط وتركيبته تؤثر بشكل أساسي في سعره، وينطبق ذلك على خام برنت وغرب تكساس الوسيط. وخاصة محتوى كل منهما في الكبريت ومحتوى الجاذبية API، ويحتوي خام غرب تكساس على 0.24% من تلك التركيبة. في مقابل محتوى خام نفط برنت والذي يحتوي على نسبة 0.37% فقط، فكلما انخفضت نسبة الكبريت في محتوى النفط كلما كان النفط أكثر سيولة وبالتالي أسهل في عمليات التكرير.
خيارات تداول النفط
فكلا من WTI وBrent خيارات مختلفة للتداول، بما فيها العقود مقابل الفروقات والعقود الآجلة أو المستقبلية. حيث يتم إدارة العقود المستقبلية لكل نوع منهما في بورصة مختلفة عن الآخر. وفي نفس الوقت يوفر معظم الوسطاء للعقود مقابل الفروقات خيارات تداول النفط من خلال المنصات الإلكترونية للتداول.
أسعار النفط
حين نتحدث من الناحية النظرية فلابد من تداول نفط خام برنت بسعر أعلى من خام غرب تكساس الوسيط. ولكن ليس ذلك ما يحدث دائما، والسبب وراء ذلك هو وجود العديد من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر في سعر النفط. فلا يقتصر الأمر فقط على جودة خام النفط نفسه، ومن هذه العوامل هو معدل العرض والطلب. ففي العقد الأول من القرن العشرين ارتفع معدل العرض بشكل كبير بسبب ثورة الصخر الزيتي، وهو ما أدى إلى انخفاض السعر.
الوقت المناسب لاستثمار نفط برنت
منذ بداية تفشي وباء كورونا في أنحاء العالم ارتفاع سعر برميل نفط WTI بشكل مستمر بداية من 6 دولارات لسعر البرميل في بداية الأزمة حتى وصلت قيمة الزيادة إلى 130 منذ بضعة أيام، فقد أدى اتجاه عدة دول إلى فك القيود التي كانت مرتبطة بتفشي الوباء إلى والبدء في دعم اقتصادات هذه البلاد إلى ارتفاع معدل الطلب على النفط. أما السبب الأخير فهو متعلق بالأزمة الحالية بين دولتي أوكرانيا وروسيا والتي تعتبر من أكبر منتجي خام النفط في العالم.
ولذلك يتساءل كثير من الناس إن كان استثمار النفط قراراً جيداً في وقتنا الحالي أم لا. ومن خلال متابعة نفط برنت اليوم والفترة الماضية فنجد أن مؤشر النفط لا يعطي نتائج مستقبلية موثوقة. فهناك فجوة واضحة في أسعار النفط، فخلال الفترة الماضية افتتح تداول النفط بفجوة هبوط كبيرة وظل في الهبوط حتى وصل إلى أدنى مستوياته منذ نهاية 2016م.
السبب وراء هذه الفجوة الهبوطية يرجع إلى قرار الحكومة السعودية بخفض أسعار النفط الذي يتم تداوله في أرامكو. وجاء هذا القرار كرد من السعودية على قرار روسيا برفض الانضمام إلى خفض إنتاج نفط أوبك. وقد انخفض سعر النفط نتيجة لإجراءات التقييد التي تم اتخاذها الفترة الماضية من قبل حكومات دول الاقتصادات الكبيرة في سبيل الحد من انتشار وباء كورونا. وهو ما أدى إلى انخفاض معدل الطلب على خام النفط ليصل إلى حد الأدنى.
الاتجاه الهبوطي لسعر النفط
وقد اتبع سعر النفط الاتجاه الهبوطي إلى أن وصل إلى أدنى مستوياته في أبريل الماضي حتى حدث ما يعرف باسم تأثير التأرجح. ومن ثم بدأت أسعار النفط في الارتفاع مرة أخرى. وما ساعد على ذلك إجراءات الدول في رفع القيود والتي تبنتها معظم الدول في شهور الربيع، مما أدى إلى تعافي معدلات الطلب. ولكن مع بداية فصل الخريف ورجوع إجراءات التقييد مرة أخرى ففشل سعر النفط في الاستقرار أعلى من مستوى 40 دولار للبرميل.
نستخلص من ذلك أن تلك التقلبات في أسعار النفط ليست هي مشكلة الاستثمار فيه. بل أن هذا التقلب هو ما يخلق للمبتدئين فرصاً للاستثمار، وخاصة بالنسبة لمتداولي العقود مقابل الفروقات. حيث تتيح لهم التقلبات الاستفادة بأكبر قدر من التداول القصير والطويل أي تداول الشراء والبيع في الأسواق الهابطة والصاعدة.
وبالرغم من ذلك فلابد من الوضع في الاعتبار أن حجم التقلبات يزيد من حجم المخاطر. لذلك من الضروري أن يمتلك المتداول قدرة على الإدارة الجيدة التي تناسب حجم المخاطر عند بدء الاستثمار في خام النفط.
ومع متابعة نفط برنت خلال شهر فبراير 2022م نجد النفط كان يسير في اتجاه تصاعدي منذ تجاوز انهيار وباء كورونا 2020م. وخلال الأسبوع الأخير من فبراير الماضي قفزر سعر النفط لأكثر من 130 دولار أمريكي للبرميل. وهذه القفزة هي الأولى منذ عام 2008، وهذا الارتفاع في سعر النفط بشكل مستمر يرجع إلى زيادة معدل الطلب بعدما تم إعادة فتح اقتصادات الدول وهي في حالة تحسن كامل من تداعيات جائحة كورونا.
أما القفزة الأخيرة في سعر النفط فجاءت نتيجة التوترات والصراعات السياسية بين روسيا وأوكرانيا. ويتوقع الخبراء أن تستمر حالة من عدم اليقين بشكل متزايد حول تلك الأوضاع والتي تؤدي بدورها إلى تقلب أسعار النفط وارتفاعها.
مميزات سهم نفط برنت
تداول نفط برنت يوفر للمستثمرين العديد من المميزات التي تجعله الاختيار المفضل لمعظم المتداولين في مختلف أنحاء العالم. ومن هذه المميزات:
- سهولة تحليل سهم نفط برنت وسهولة فهمه حتى بالنسبة للمتداولين الجدد.
- يعتبر النفط الخام من السلع المستخدمة بشكل يومي في مختلف استخدامات الحياة اليومية في جميع أنحاء العالم.
- سهولة متابعة الأحداث العالمية التي يمكن أن تؤثر على أسعار النفط وبالتالي سهولة التنبؤ بتحركات سهم نفط برنت
- صدور تقارير أسبوعية في موعد ثابت كل أربعاء حول آخر أخبار السهم وتحركاته.
طرق استثمار نفط برنت
نظرا لأهمية النفط وكونه سلعة مثيرة للاهتمام وجاذبة للمستثمرين، فهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلال استثمار وتداول النفط، ومنها:
شراء خام نفط برنت
على الرغم من أنها تعتبر الوسيلة الأكثر مباشرة في استثمار النفط الخام والتي تتمثل في شراء براميل النفط وتخزينها ثم بيعها بمجرد ارتفاع أسعار خام النفط. إلا أنه في الواقع لا يمكن تنفيذ هذه الطريقة في الاستثمار بالنسبة لتجار التجزئة أو المستثمرين الجدد. فالنفط ليس من السلع السهل تخزينها مثل الذهب مثلا، فالنفط من المواد شديدة السمية والتي تتطلب وسائل معينة لنقل وحفظ النفط وتخزينه.
شراء وتداول سهم نفط برنت
ويعتبر هذا الاختيار هو الأفضل في استثمار النفط وتحقيق الربح المثالي عند ارتفاع أسعار خام النفط، فالاستثمار في سهم نفط برنت أو أسهم الشركات التي تعمل في مجال التنقيب واستخراج النفط وتنقيته وتصنيع مشتقاته وتسويقها يعتبر الخيار الأول لمعظم المتداولين، مثل شركات BP أو شركة Total Sa أو Exxon Mobil.
والتحدي يتمثل في أن سعر أسهم هذه الشركات لا يعبر دائماً عن التغيرات في أسعار النفط. وذلك ببساطة لأنه يوجد العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر في تقييم الشركة بعيداً عن السعر النهائي للمنتج. والتي تتضمن التغيرات في الإدارة والتنظيم والذي قد يؤثر على النشاط التجاري والتصور العام للشركة، بما فيها توزيعات الأرباح على المساهمين.
تداول نفط برنت خام بالعقود الآجلة
تداول العقود الآجلة أو العقود المستقبلية للنفط يعتبر من الخيارات الشائعة للاستثمار في النفط الخام. فالعقود المستقبلية عبارة عن اتفاق قانوني لبيع أو شراء أصل معين بسعر معين في وقت مستقبلي محدد.
فإذا تحدثنا من وجهة نظر المتداولين فليس للمتداول أي مصلحة تذكر في أن يتسلم الأصل نفسه وهو براميل النفط. ولكنه وببساطة يتداول بالعقد الآجل في مقابل الأصل المالي نفسه بغرض تحقيق الأرباح من فروق الأسعار.
فعلى سبيل المثال يتم تداول العقود الآجلة للنفط عند 55 دولار أمريكي للبرميل الواحد. فإذا اعتقد المتداول بارتفاع سعر النفط قبل أن ينتهي تاريخ صلاحية العقد فله الحق في شراء العقد مع توقعاته بإغلاق العقد بتحقيق الربح بسعر أعلى، فإن ارتفع سعر النفط إلى 58 دولار قبل انتهاء تاريخ العقد أو أن المتداول رغب في إغلاقه في وقت معين ففي هذه الحالة يكون المتداول قد حقق ربحاً بقيمة 3 دولار للبرميل الواحد، بقيمة 3000 دولار للعقد المستقبلي الواحد، حيث أن العقد الآجل غالبا ما يحتوي على ألف برميل من خام النفط، أما إذا انخفض السعر إلى 54 دولار فيخسر المتداول 1000 دولار.
من الضروري ملاحظة أن تداول العقود الآجلة للنفط لا يشترط استثمار المتداول لقيمة العقد كاملة. بل أنه يمكن دفع هامش أولي والذي يكون بنسبة محددة من إجمالي قيمة المبلغ، وغالبا ما يتم ذلك باستخدام الرافعة المالية.
الاستثمار في الصناديق الاستثمارية المتداولة لخام النفط
صناديق الاستثمار المتداولة لسلع النفط الخام ETF تعتبر من الخيارات الثانية لمعظم المتداولين. فهي عبارة عن أصل مالي يعتمد على جمع عدة أصول مالية والتي يتمكن المستثمر من اختيار التداول بها أو الاستثمار فيها مثل الأسهم على سبيل المثال.
الميزة الرئيسية لهذه الصناديق أنها تقدم للمستثمر فرصة للتداول والاستثمار في سوق أكبر بدلا من اختيار أدوات التداول الفردية. فيوجد العديد من صناديق الاستثمار المتداولة لمختلف السلع المتاحة للتداول. بما فيها صناديق استثمار النفط الخام، والتي قد تشمل العقود المستقبلية لخام النفط أو أسهم الشركات الخاصة بإنتاج النفط.
كما يمكن أيضا تداول صناديق الاستثمار المتداولة من خلال المشتق المالي المعروف باسم العقود مقابل الفروقات. حيث يسمح للمستثمر بالتداول في الاتجاهين معا، بحيث يتمكن من تحقيق الربح سواء انخفض السوق أو ارتفع.
تداول النفط بعقود الفروقات CFD
ويعتبر الاختيار النهائي من طرق استثمار النفط، وهي أداة تسمح للمستثمر بالتداول في التغيرات في أسعار خام النفط بدون الحاجة إلى الاستثمار في الأصول المالية أو التعامل مع العقود المالية، ومن مميزات هذه الأداة:
- أنها توفر تداول النفط بدون الاستثمار في براميل خام النفط المادية.
- إمكانية التداول الطويل بالشراء أو التداول القصير بالبيع، وهو ما يعني إمكانية تحقيق الربح في جميع الأسواق سواء صاعدة أو هابطة.
- إمكانية إجراء الصفقات قصيرة الأجل مع تنفيذها في أقل من الثانية.
- العقود مقابل الفروقات عبارة عن أرباح مدعومة، ما يعني إمكانية الوصول إلى أكبر جزء من السوق مما يتم إيداعه. فإذا قدم الوسيط المالي رافعة مالية 1:10 في مقابل كل دولار يستثمره المتداول، فيمكنه تداول عشرة دولارات من خام النفط.
- إمكانية التداول على أحجام لعقود صغيرة، وهو ما يوفر نسبة مخاطرة أقل.
- إمكانية التداول في مجموعة مختلفة من الأسواق في نفس الوقت من خلال منصة تداول واحدة. وهو ما يقدمه وسطاء التداول المحترفين.
عند الرغبة في بدء الاستثمار وتداول خام نفط برنت فإن الأمر يتطلب بضع خطوات بسيطة فقط. حيث يتم اختيار منصة تداول موثوقة لكي يتم فتح حساب شخصي للتداول. ويفضل البدء بحساب تداول تجريبي بأموال افتراضية; حتى يتمكن المتداول من الإلمام بكافة المعلومات والتفاصيل حول تداول النفط واكتساب الخبرة اللازمة لتحقيق الربح وتجنب المخاطر. ومن ثم يبدأ الاستثمار الحقيقي بحساب تداول فعلي مع وسيط التداول الموثوق. بعدما يتم تزويد حساب التداول برأس المال الكافي لبدء الاستثمار في نفط برنت والانطلاق في عالم الاستثمار وتحقيق الأرباح.
تعرف ايضاً على كيفية فتح حساب البنك الأهلي السعودي – خدمة الاهلي اونلاين