شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في تداولات نهاية الأسبوع اليوم الجمعة بفضل تراجع قوة الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد السندات الأمريكية، وذلك في ظل تزايد القلق بشأن أزمة قطاع العقارات في الصين، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة مثل الذهب.
وكانت أسعار الذهب قد تعرضت لضغط هبوطي خلال هذا الأسبوع، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أشهر، بسبب تأثير عدة عوامل، من أهمها تصريحات لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك المركزي الأمريكي (الفيدرالي)، التي أشارت إلى احتمال رفع معدلات الفائدة في المستقبل لمواجهة التضخم المرتفع، مما أثر سلبا على جاذبية الذهب.
وارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف، حيث ارتفعت عقود الذهب الفورية بنسبة 0.29 بالمئة إلى 1,895.00 دولارا للأوقية، وفي نفس الوقت، ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.42 بالمئة إلى 1,923.20 دولارا للأوقية.
وكان من أبرز أسباب ارتفاع أسعار الذهب هو ضعف مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقاس قوة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، حيث تراجع المؤشر بنسبة 0.04% ليصل إلى 103.390 نقطة، وهذا يعني أن شراء الذهب بالدولار يصبح أرخص وأكثر جاذبية للمستثمرين.
وإلى جانب ذلك، كان لانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية دور في دعم أسعار الذهب، فقد تراجعت عوائد السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى 4.222 نقطة، وانخفضت عوائد السندات لأجل 20 سنة إلى 4.522 نقطة، وهبطت عوائد السندات لآجل 30 سنة إلى 4.340 نقطة، مما زاد من الطلب على الذهب.
وأخيرا، كانت هناك مخاوف بشأن أزمة قطاع العقارات في الصين، والتي تهدد بتأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، وقد تقدمت مجموعة إيفرجراند، وهي واحدة من أكبر شركات العقارات في الصين، بطلب للحماية من الإفلاس في محكمة الفصل بنيويورك، وهذا أثار حالة من عدم اليقين والقلق بين المستثمرين، مما دفعهم إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.