شهدت أسعار الذهب ارتفاعات كبيرة للغاية خلال جلسة اليوم الخميس، ووصلت إلى أعلى مستوياتها في أسبوع، حيث تخطت الأسعار حاجز 2030 دولار، وذلك بفضل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يتناقض مع معدن الذهب ، وكذلك انخفاض عوائد السندات الأمريكية، وذلك بعد إصدار قرار الفائدة الجديد من الفيدرالي الأمريكي، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي في الاجتماعات القادمة، وهذا الأمر الذي أضر بالدولار وأسهم في ارتفاع أسعار الذهب في بداية الجلسة.
وفي تعاملات اليوم الخميس، سجلت عقود الذهب الفورية ارتفاعاً قوياً بنسبة 0.50% وبلغت 2,037.91 دولاراً للأوقية، وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لمعدن الذهب بنسبة 2.84% واستقرت عند مستوى 2,054.10 دولاراً للأوقية.
ولقد ساهم هبوط مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة تتألف من ست عملات أجنبية أخرى، في زيادة أسعار الذهب خلال الجلسة، نظرا لوجود علاقة متناقضة بين الجانبين، وهذا يعني أن تدني الدولار الأمريكي يرفع من جاذبية السلع المقومة به وخاصة معدن الذهب، لأنه يخفض من تكاليف شراء الذهب.
وفي هذا السياق، تراجع مؤشر الدولار بنحو 0.23% ووصل إلى مستوى 102.659 نقطة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، ولقد تعرض الدولار الأمريكي لخسائر قوية بعد صدور قرار الفيدرالي الجديد لشهر ديسمبر، حيث قرر البنك الحفاظ على أسعار الفائدة على نفس المستويات الحالية البالغة 5.50% كما هي دون تغيير، بالإضافة إلى خفضه لتوقعات الفائدة والتضخم القادمة، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يبقى التضخم عند مستوى 2.8% في عام 2023، ثم يتراجع إلى حوالي 2.4% في عام 2024، أما توقعات الفائدة القادمة، فقال البنك إنه من المتوقع أن تصل الأسعار إلى 5.4% و4.6% في عامي 2023 و2024 على الترتيب، وهو ما يعني أن الفيدرالي الأمريكي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة من العام القادم، وهذا تسبب في خسائر كبيرة لمؤشر الدولار، وعزز من انتعاش معدن الذهب في الأسواق.