تراجعت أسعار الذهب قليلا في تداولات الأسواق العالمية اليوم الأربعاء، حيث وصلت الأسعار إلى أقل مستوى لها منذ 13 ديسمبر السابق، وظلت أسفل من مستوى 2000 دولار، وذلك لتأثرها بصعود مؤشر الدولار الأمريكي، خصوصا بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة (التضخم الأمريكي) لشهر يناير الفائت، والتي زادت من التوقعات بأن يحافظ الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة كما هي بدون تعديل في الاجتماع القادم، وهو الأمر الذي سيؤثر على أداء كل من الدولار وأسعار الذهب المستقبلي.
وانخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف أثناء تداولات الأسواق اليوم الأربعاء، بسبب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يعكس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة تتألف من ست عملات أجنبية أخرى، وذلك لوجود علاقة معاكسة بين الجانبين، وهذا يعني أن صعود مؤشر الدولار قد يقلل من جاذبية السلع المدعومة به، وبخاصة معدن الذهب لأنه يرفع من تكاليف اقتنائه؛ وفي هذا الإطار، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.01% وبلغ مستوى 104,864 نقطة تقريبا، مما أثر سلبا على حركات أسعار الذهب في بداية التداولات.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرضت أسعار الذهب لضغوط هبوطية قوية دفعت الأسعار للهبوط إلى ما تحت مستوى 2000 دولاراً في تداولات السوق، وذلك بعدما أظهرت بيانات مكتب الإحصاء في الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، عن إيجابية بيانات مؤشر التضخم الأمريكي خلال شهر يناير السابق، حيث بلغ مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي السنوي حوالي 3.1%، وهو أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لهبوطه إلى 2.9%.
وكذلك، ارتفع معدل التضخم الأساسي (الذي يستبعد منه أسعار الطاقة والغذاء) إلى مستوى 3.9% على أساس سنوي، بأعلى من توقعات الأسواق التي رجحت تباطؤ المؤشر إلى 3.7%، وهذا الأمر زاد من توقعات الأسواق بأن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كما هي عند مستوى 5.50% بدون تغيير بالاجتماعات القادمة، وهذا بدوره سينعكس على تداولات كل من الدولار وأسعار الذهب القادمة.