ما هي عملات الكريبتو Cryptocurrency؟ الكريبتو هو أحد المسميات التي تطلق على العملات الافتراضية أو العملات الرقمية المشفرة، والتي تستخدم في المعاملات المالية الإلكترونية بهدف تأمينها من السرقة والاحتيال، ولا تملك العملات الرقمية أي سلطة تنظيمية مركزية، وإنما تعتمد على استخدام نظامًا لا مركزيًا في تشفير البيانات وتسجيل المعاملات وإصدار المزيد من وحدات العملات، كما يعرف الكريبتو أيضا بأنه وسيلة للتقايض، وهو من الأصول الرقمية يحل محل النقود في بيع وشراء الخدمات والسلع عبر الإنترنت ولكن في شكل رقمي.
عملات الكريبتو ليس لها وجود فعلي في العالم الحقيقي، وإنما هي مجرد خوارزميات رياضية تعتمد على بعض الرموز والمعادلات، فلا يمكن استخدامها في العالم الواقعي كالعملات الورقية مثل الدولار واليورو، ولكن ما يميز العملات الرقمية معدل الأمان العالي لها، فلا يمكن نسخها أو تزويرها أو قرصنتها، كما أنها لا تسمح بوجود طرف ثالث في أي معاملات تتم باستخدامها، فتعتمد فقط على المرسل والمستقبل، وذلك أهم ما يميزها بأنها تحفظ سرية البيانات والمعاملات ويصعب اختراقها.
محتويات
ما هي عملات الكريبتو في سوق تداول العملات
الاستثمار في تداول العملات الرقمية يشبه إلى حدٍ ما التداول في سوق الفوركس، حيث يتم تداول عملات الكريبتو الرقمية من خلال منصات التداول الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت والتي تختص بتداول العملات الرقمية، وهي منصات مرخصة بصورة قانونية، ومن بين آلاف العملات الرقمية المشفرة تحتل عملة البيتكوين المرتبة الأولى في سوق العملات الرقمية، فهي الأشهر والأكثر شيوعًا على الإطلاق في العالم أجمع.
تأتي في المرتبة الثانية عملة الإيثيريوم والمعروفة برمز ETH، كما تشهد عملة الريبل ارتفاعًا ملحوظًا في أسواق المال في جميع أنحاء العالم، وهو ما أدى إلى احتلالها المركز الثالث لتكون منافس قوي للبيتكوين والإيثريوم، وتعرف عمل الريبل برمز XRP.
خلال السنوات الخمس الأخيرة على وجه الخصوص شهد تداول عملات الكريبتو انتشارًا واسعًا حول العالم، وذلك بسبب بحث الكثير من المستثمرين عن وسائل امتلاك الثروة المالية الضخمة في وقت قياسي، مع اعتقادهم بأن تداول العملات الرقمية هو الوسيلة لتحقيق ذلك.
إلا أن العديد من خبراء الاقتصاد يؤكدون أن تداول العملات الرقمية ينطوي على نسب مخاطر عالية، وخاصة بالنسبة للمبتدئين في هذا المجال، إذ لا يملكون من الخبرة والمهارة في ممارسة تداول العملات الرقمية ما يكفي لإدارة المخاطر واتخاذ القرارات السليمة لتجنب الخسائر، وخاصة في ظل التقلبات السريعة والمستمرة لسوق الكريبتو، والتي قد ينتج عنها خسارة الأموال بالكامل.
ما الفرق بين عملات الكريبتو والبلوكتشين
للوهلة الأولى، قد يجد بعض المستثمرين تشابه بين العملات الرقمية والبلوك تشين، فحين تُذكر العملات الرقمية يذكر أيضا مصطلح البلوكتشين باعتبارهما يستخدمان بصورة متبادلة، ولكن ما لا يدركه البعض أنه يوجد اختلاف جوهري بينهما، ولكي نفهم هذا الاختلاف لابد من معرفة السياق العام لكلٍ منهما.
عملات الكريبتو
عملات الكريبتو هي عبارة عن أصول رقمية تستخدم كوسيلة لمقايضة السلع والخدمات، وهي تشبه بشكل كبير النقود ولكن في صورة رقمية، وبالنظر إلى الكريبتو لأنها تمثيل رقمي للعملات النقدية، فإنها تتميز بثلاث خصائص أساسية، وهي:
أنها وسيلة للتبادل، حيث تسهل عملات الكريبتو العديد من المعاملات لتبادل السلع والخدمات في مقابل النقود، فتستخدم لدفع النقود ولكن بشكل إلكتروني.
تحفظ القيمة، فالعملة لابد أن تكون قادرة على أن تحتفظ بقيمتها مع مرور الوقت حتى تستمر في العمل كوسيلة تبادل بنفس الفعالية، ويمكن اعتبار عملات الكريبتو مخزنًا للقيمة بسبب العدد المحدود للعملات.
وحدة للحساب، حيث توفر مقياسًا لقيمة الخدمات والسلع، وهو ما يسمح بقياس الأشياء المختلفة بشكل حدسي في مقابل بعضها البعض.
استخدامات عملات الكريبتو
ويعتبر البيتكوين هو أول عملة كريبتو يتم إنشاؤها، وهي تعمل كنظير رقمي للمال، حيث تستخدم في تحويل الأموال من شخص لآخر بدون سيطرة من البنوك أو الحكومات أو الاحتياج إلى وسيط كالبنوك، فهي أول عملة رقمية لا مركزية وأول تطبيق فعلى لتقنية البلوكتشين وذلك ما أدى إلى اعتقاد بأن كلا المصطلحين يعبران عن نفس الشيء، ومع نجاح عملة البيتكوين وانتشارها تم إنشاء مئات العملات الرقمية المشفرة ولكن لم تلق جميعها نفس الرواج ولم تدرج جميعها في منصات التداول، وقد ارتبط استخدام عملات الكريبتو بأنها وسيلة للدفع، ولكن هناك استخدامات أخرى للكريبتو، ومنها:
- تستخدم كبديل: فمعظم عملات الكريبتو تمتلك أدوات أخرى غير وسائل الدفع، وعادة ما يكون ذلك في الوصول الحصري إلى الخدمات والمنتجات داخل النظام الأساسي المصدر للعملة. يكمن الفرق بين كون العملة أداة ونقود هي في أن الاحتفاظ بالعملات كبديل يمنح حاملها القدرة على الوصول إلى وظائف الشبكة الأصلية، أما استخدامها كعملة يكون خارج الشبكة الأصلية.
- الاستثمار: العديد من العملات الرقمية المشفرة تستخدم بصورة أساسي كأصول استثمارية، ولها أهداف رئيسية تتمثل في توفير عوائد وأرباح مالية لحامليها، يمكن أن تكون تلك العوائد في صورة حصص ملكية للشركة، أو منحهم أرباح نقدية على غرار الأسهم والسندات.
- تمثل أحد الأصول: فتقنية البلوك تشين تسمح لأي أصل بأن يتحول إلى عملة رمزية في سجلات الحسابات، وذلك يعني أن أي حقيقي يمكن تحويله إلى عملة رقمية، الاستخدام الأكثر وضوحًا لهذه الحالة هو العملات النقدية الثابتة، حيث يتم دعم عملات الكريبتو بالعملات الورقية كالدولار الأمريكي، كما يمكن ترميز الأصول الأخرى أيضا كالأسهم والسندات وغيرها.
بلوك تشين
البلوك تشين هو المصطلح للتقنية الكامنة خلف عملات الكريبتو، ويمكن تعريف البلوك تشين بأنه سجل الحسابات الذي يعمل على تسجيل كافة المعاملات التي تتم باستخدام العملات المشفرة، ويتم التحكم في هذا السجل من خلال شبكة عالمية من أجهزة الحاسب الآلي.
إن المميزات المعروفة لعملات الكريبتو والتي يدركها العالم كله وتتمثل في اللامركزية والشفافية والثبات، إنما هي ناتج الابتكار الرائد لتقنية البلوكتشين، فقبل ابتكار هذه التقنية كان من السهل أن يتم اختراق العملات الرقمية وقرصنتها ونسخها.
البلوك تشين هي ابتكار ثوري ساعد في حل المشكلات القديمة للعملات المشفرة الموجودة من قبل، وذلك عن طريق تسهيل السجل المشترك لكافة المعاملات التي تتم بين جميع المشاركين في هذه الشبكة، فلا وجود لأي سلطة مركزية تحكم وتدير هذه السجلات بخلاف الأنظمة التقليدية، حيث أن كل حاسوب في هذه الشبكة اللامركزية يحتفظ بنسخة مكررة من القاعدة الموحدة لبيانات المعاملات، فلا وجود لنقطة فشل واحدة.
استخدامات البلوك تشين
ولا يقتصر استخدام تقنية بلوك تشين على تنظيم تلك المعاملات فقط، ولكن هناك العديد من الحالات التي يمكن استخدام بلوك تشين فيها والتي تؤثر في الحياة العامة بشكل إيجابي، ومن تطبيقات بلوك تشين ما يلي:
- العقود الذكية، فمن أهم الوظائف الرائدة لبلوك تشين هي سماحها بإنشاء العقود الذكية، وهي عبارة عن عقود آلية ذاتية، قابلة للبرمجة، وهو ما يساعد في إلغاء العقود التقليدية، وإتمام المعاملات بشكل أوتوماتيكي، وبالتالي تقل التكاليف ويسهل إجراء العمل.
- تخزين البيانات: هذه الشبكة هي تطبيق مثير يتيح لأي شخص القيام بتخزين ما يرغب من بيانات ومعلومات في بيئة آمنة وسريعة ومنخفضة التكلفة، بدلا من اللجوء إلى الشركات المركزية الخاصة بتخزين وإدارة البيانات، فأصبح من السهل الاستفادة من الحلول اللامركزية لتخزين البيانات والحفاظ على سريتها إلى جانب كسب الحوافز.
- الهوية الرقمية: فحين يتعلق الأمر بتحويل البيانات الحساسة إلى أرقام، مثل الهوية الشخصية، فيوجد العديد من المخاطر التي لابد وضعها في الاعتبار حتى لا تقع هذه البيانات في أيدي من يسيء استخدامها، لذلك فإن تقنية بلوك تشين تقديم الحلول التي تجعل مصادقة البيانات الشخصية آمن وغير قابل للتغير أو الجدل.
- سلسلة التوريد: يمكن لهذه التقنية تبسيط سلسلة التوريد بالكامل والتي اعتادت على الأنظمة التقليدية القديمة والبطيئة، فالقدرة على توفير السجلات الرقمية الدائمة والقابلة للتدقيق والشفافية لجميع أصحاب المصلحة في النظام، سوف توفر قدر كبير من المسائلة والكفاءة، فماذا أفضل من إمكانية تعقب البضائع بمنتهى الشفافة منذ بدء العملية حتى انتهائها.
من ذلك نستخلص بأن بلوك تشين هي عبارة عن تقنية أساسية تعمل كبنية تحتية أساسية للعملات الرقمية المشفرة التي تعمل عليها، أما عملات الكريبتو فهي عبارة عن تمثيل للقيمة المادية التي يتم نقلها من طرف إلى طرف آخر.
ما الفرق بين عملات الكريبتو والفوركس
قد يعتقد البعض أن الكريبتو والفوركس هما نفس المجال في الاستثمار، ولكنهما في الحقيقة مجالان مختلفان بشكلٍ كامل، وهناك فورق كبيرة بينهما، قد تكون أقرب لتلك الفجوة الموجودة بين سوق العقارات وسوق الإلكترونيات، إلا أن وجود شركات تداول الفوركس بداخل سوق العملات الرقمية قد أدى إلى وجود ارتباط بينهما في بعض المفاهيم.
فالمستثمرين الجدد في العملات الرقمية كثيرا ما يرغبون في تداول الفوركس بهف زيادة التجارة وزيادة الأرباح، ويمكنهم تنفيذ ذلك عن طريق منصات الفوركس والتي تعرض عليهم القيام بتبديل ما يملكون من عملات رقمية بعملات نقدية، ولكن المنصات العالمية لتداول الفوركس لا تقبل التعامل إلا بالعملات الرقمية الشهيرة والموثوقة في ظل وجود العديد من العملات الاحتيالية.
أما عن العمل في سوق العملات الرقمية فلابد أن يكون لدى المتداول الخبرة الكافية حول طبيعة عمل الأوراق المالية وأنها غير متعلقة باقتصاد دولة محددة.
الفرق بين الكريبتو والفوركس يعد من أكثر الموضوعات بحثًا بين المتداولين، فهناك من الخبراء الاقتصاديين من يعتبرون أن العملات الرقمية المشفرة هي نوع من العملات الرقمية الافتراضية، والتي يمكن باستخدامها شراء العديد من البضائع أو الخدمات عبر شبكة الإنترنت فقط، واستبدالها بأي عملة إلكترونية أخرى.
كما يمكن تداول العملات الرقمية عبر منصات التداول باستخدام عقود الفروقات، والقيام بالضاربة على أسعار أزواج العملات بعملة رقمية مشفرة في مقابل عملات حقيقية كالدولار أو اليويو.
سوق الفوركس
أما سوق الفوركس فهو سوق مال حقيقي، يتم فيه تداول العملات الأجنبية الحقيقية، والمتاجرة بأزواج العملات، كالدولار الأمريكي والين الياباني واليورو الأوروبي وغيرها، في سوق الفوركس ينطوي على أسواق مالية عالمية من أجل معرفة أسعار صرف العملات الأجنبية في مقابل الدولار الأمريكي أو أي عملة أجنبية أخرى.
في المجمل يمكن القول بأن الفرق بين سوق الكريبتو وسوق الفوركس هو أن الفوركس مختص في تبديل عملة مقابل عملة أخرى، وهو من أهم وأكبر الأسواق المالية في العالم من حيث السيولة المالية والأهمية وحجم التداول والذي يقدر بأكثر من خمسة تريليون دولار أمريكي في اليوم.
كما أن سوق الفوركس هو سوق للتجارة المباشرة، حيث يتم تداول العملات الورقية بغرض تحقيق الأرباح من فروق أسعار صرف العملات الأجنبية، وهو الأكثر حركة وتداولا من بين الأسواق المالية في العالم.
سوق الكريبتو
أما سوق الكريبتو فهو شكل من أشكال أسواق تداول العملات الإلكترونية والتي يتم تداولها بدون وجود لأي عملة حقيقية، ومن أهم العملات الرقمية التي يتم تداولها في هذا السوق هي عملة البيتكوين، وعادة ما ينتظر مستثمر الكريبتو ارتفاع أسعار العملات الرقمية حتى يقوم بعملية البيع ليحقق الربح، ومن ثم يقوم بإعادة شرائها مرة أخرى بعدما تعاود الأسعار الانخفاض.
ولكن ما يختلف في سوق العملات الرقمية هي انه متقلب بشكل كبير، غير أن حجم الأرباح التي يمكن أن يحققها المتداولين الخبراء فيه قد تكون أكبر من تلك المحققة في الأسواق المالية الأخرى، فمنذ عشرة أعوام كان سعر القطعة الواحدة من عملية البيتكوين بضعة دولارات معدودة، أما الآن فيصل سعرها إلى آلاف الدولارات.
نستخلص من ذلك أن الفرق بين الكريبتو والفوركس يتمثل في أن سوق الفوركس هو سوق عملات حقيقية يختص بصفقات التبديل بين العملات، وحجم الاستثمار المالي في الفوركس يعد أكبر بثلاثة أضعاف من حجم الاستثمار في جميع الأسواق المالية الأخرى في العالم، وبذلك فسوق الفوركس هو الأكبر على الإطلاق في العالم.
أخطاء المبتدئين في سوق الكريبتو
من المعروف عن سوق الكريبتو أو سوق العملات الرقمية المشفرة تقلباته السريعة والمفاجئة، لذلك يمكن وصفه بأنه من الأسواق الخطيرة، وذلك ما يجب تذكره دومًا قبل استثمار رأس المال بالكامل، فهناك عدد من الأخطاء الشائعة والتي يقع فيها الكثير من المبتدئين في سوق الكريبتو والتي تؤدي بهم إلى خسارة أموالهم، ومنها:
1. عدم إدراك حجم المخاطر
نظرًا لأن معدل التقلب في سوق العملات الرقمية أكبر بكثير من تقلبات سوق الأسهم، فذلك يعني أن حجم الخسائر والمكاسب المحتملة أيضا أكبر، لذلك لابد من وجود إدراك كافي لحجم المخاطر، إلى جانب وجود خطة جيدة لإدارة المخاطر.
كما ينبغي على المستثمر المبتدئ في هذا السوق أن يضع في اعتباره إمكانية التعرض لخسارة كافة أمواله في أي لحظة، مثلما يتوقع أن يحقق مكاسب ضخمة، فسوق العملات الرقمية ليس من الأسواق المالية المنظمة، ويقوم على التخمين بشكل بحت، وكثيرا ما يلجأ بعض المتهورين إلى القروض البنكية بآلاف الدولارات من أجل شراء المزيد من العملات الرقمية وتوسيع محفظتهم الاستثمارية، ولكن في هذا تكون نسبة المخاطر أكبر خاصة إذا ما كانوا لا يملكون الخبرة الكافية.
نستخلص من ذلك أنه من الضروري تجنب الديون والقروض، والحفاظ على وتيرة الحياة المعتادة للمستثمر، وعدم استثمار الأموال الأساسية والاكتفاء بالمدخرات أو الأموال الفائضة عن احتياجات المعيشة، حتى لا يصبح استثمار العملات الرقمية نوع من الرهان الذي يمثل خطورة على القدرة المالية للمستثمر.
2. التسرع وعدم الصبر
ويعد من أصعب الأخطاء التي يقع فيها المبتدئون ويصعب تجنبها، فتقلبات سوق العملات كبيرة ومتكررة، ومن الصعب جدا التنبؤ باتجاهات السوق وتغير مساره، لذلك يجب أن يسيطر المستثمر على دوافعه ورغبته في التداول، فالتداول في هذا المجال ليس بالسهل، إن لم يكن متمرسًا فسوف يكون من الصعب عليه أن يتحلى بالصبر، فالصبر في هذا الاستثمار يثمر على المدى الطويل، أما التسرع فيؤدي إلى اتخاذ قرارات متهورة وغير صائبة، وقد تكسر الاستراتيجية المتبعة، ولكن الأسوأ من ذلك هو الشعور بالخوف من ضياع الفرص أو الخسارة.
3. شراء أسعار عالية وبيع أدنى مستويات
تقلبات الأسعار في سوق الكريبتو شائعة للغاية، ما يدفع المستثمرين إلى الشعور بالخوف من الانخفاض الأدنى والنتيجة هي خسارة الأموال، فمن يقرر البيع عن الخوف والذعر فهو يقع في أكبر أخطاءه، ولكن الخطأ الأكبر هو دخول سوق الكريبتو قبل إجراء البحث الكافي.
لمواجهة الأخبار السيئة والانخفاض المفاجئ في العملات الرقمية المراد الاستثمار فيها، فيقوم المستثمر ببيع مراكزه على عجل في محاولة منه لتقليل خسائره، وتكمن مشكلة هذا الأسلوب في أنه بمجرد أن تتم عملية البيع فإن الخسائر تصبه حقيقة فعلية.
بالرغم من أن تقليل الخسائر من رأس المال قد يكون أمر منطقي في بعض الأحيان، كحالات تفعيل وقف الخسارة، ومن المعروف أن سوق الكريبتو هو سوق صاعد طويل الأجل، لذلك فإن سرعة التصرف والبيع مع أول حالة انخفاض دائما ما يكون إجراء خاطئ، ونفس الشيء عندما يشهد السوق ارتفاعًا، فيقوم بعض الأشخاص بإعادة الشراء ولكن بأسعار أعلى.
أما من يقوم بالشراء في قمم الأسعار فهو يشعر بالخوف من ضياع الفرصة، وبمجرد قيامه بالشراء وبعد مرور وقت قصير يتراجع السعر إلى الهبوط حتى يصل إلى أدنى سعر، فهنا تتحول المشاعر إلى الخوف من الخسارة مما يدفعه إلى البيع عند الانخفاض، وهو ما يعني خسارة حقيقية.
4. عدم تأمين المراكز المفتوحة
وقف خسارة من الأمور الشائعة جدا في جميع الأسواق المالية على وجه العموم، إلا أنه من الأمور التي يتغاضى عنها كثير من المستثمرين فلا يدركون مدى أهميته إلا بعد فوات الأوان.
وقف الخسارة أمر غاية في الأهمية من أجل الحفاظ على رأس المال، فإمكانية الحماية والتي توفرها معظم منصات التداول ويتم تطبيقها بشكل تلقائي كأوامر البيع، حيث يتم تعيين حد معين يتم تنفيذ أمر البيع عنده في حالة تراجع سعر العملة، وغالبا ما يتم وضعها عند مستويات معينة للارتدادات أو على مستوى الدعم، وبذلك يسمح وقف الخسارة بالحفاظ على رأس المال، وضمان الأرباح، ومنع تفاقم الوضع السيء.
5. التوقف عن التعلم بمستجدات السوق
فكل ما يخص العملات الرقمية المشفرة والبلوك تشين هو في تطور مستمر وسريع، ما بين تغيير اللوائح وICO، والإعلانات المهمة في هذا السوق النشط، ولذلك فمن الضروري أن يكون المستثمر على اطلاع دائم وتحسين معرفته الأساسية بالعملات المشفرة والبلوكتشين ومعرفة كل ما يخص المشروع الذي يستثمر فيه.
فالتحليل الأساسي لا يقل أهمية عن التحليل الفني، فالاستناد على الحقائق المثبتة يساعد في عمليات التداول بشكل جيد، ولا يقتصر فقط على الاعتماد على التنبؤات والأرقام، فمن الضروري أن يتعمق المستثمر في التحليل الفني، فالمعرفة هي مصدر القوة.
6. عدم التنوع في الاستثمار
لا ينصح بوضع رأس المال بالكامل في أصل واحد، سواء في التداول اليومي أو الاستثمار طويل المدى، حتى وإن كان هذا الأصل هو أكثر عملات الكريبتو نشاطًا وخطورة، فقد تعاني فجأة من انخفاض ضخم.
حتى في جميع الأسواق المالية بوجهٍ عام من المهم التنوع في الاستثمار في عدة أصول مالية، كذلك الاستثمار في عدة عملات رقمية يساعد في تقليل حجم المخاطر، مع ضرورة استكشاف وسائل جديدة وأسواق أخرى للاستثمار لتخفيف حجم المتاعب والمخاطر التي ينطوي عليها سوق الكربيتو، والاستثمار أيضا في الأسواق الأخرى كالعقارات أو الذهب وما إلى ذلك.
التنويع في الاستثمار ووضع خطة جيدة لإدارة المخاطر هما المفتاح الرئيسي لمحفظة استثمارية قوية، فالعثور على نقاط جيدة للدخول في العديد من العملات الرقمية هو ما يزيد من فرص تحقيق النجاح في كسب الأرباح.
أهم المخاطر في استثمار الكريبتو
الاهتمام باستثمار العملات الرقمية المشفرة تضاعف بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، سواء من المؤسسات أو من المستثمرين الأفراد، فعلى سبيل المثال شركة “تسلا” العالمية استثمرت بالفعل في عملة البيتكوين، ولطالما كانت تلك العملات المشفرة موضوعًا هامًا في عالم المال، ولكن حالة الذبذبة الاقتصادية التي جاءت مرافقة لجائحة كورونا حولت هذا الضجيج إلى حالة من التأهب القصوى، فلا شك أن الاستثمار في سوق الكريبتو محفوف بالعديد من المخاطر، ومنها:
1. التقلبات السريعة
فسوق العملات الرقمية بشكل عام يعاني من حالة مستمرة من التقلب والتذبذب بشكل لا يصدق، نظرا لأنه سوق حديث نسبيًا، فمن المألوف أن تشهد أسعار العملات تقلبات حادة وسريعة خلال اليوم الواحد أو حتى خلال دقائق، وذلك ما يجعل التداول فيها من المشروعات الخطيرة، فعملة البيتكوين على سبيل المثال لا تعمل بكامل طاقتها، ولا تزال أساسيات هذه العملة قيد التطور، فمن الجيد اعتبارها استثمار طويل الأجل والنظر إلى المستوى السابق الأعلى على الإطلاق.
2. البيتكوين ليست ملاذاً آمنًا
على عكس ما يعتقده الناس فالبيتكوين ليست مقاومة للكوارث ولا تعتبر الملاذ الآمن في الاستثمار سواء كانت ذلك خلال فترة الوباء أو بعده، فكان الاعتقاد الشائع أنها وسيلة للتحوط ضد تضخم العملات ورقية أو النظام المالي بالكامل، ومع الوباء أصبحت تلك السيناريوهات منطقية أكثر من أي وقتٍ مضى، ومع ذلك فالتفكير بأن البيتكوين هو الخلاص من تلك المواقف هو تفكير خاطئ تمامًا.
فإن فشلت العملات الحقيقية فسوف تتجه البنوك المركزية والحكومات إلى الاحتفاظ بالأصول المالية الملموسة كبدائل في الخزائن مثل الذهب، ولكن لن تلجأ إلى العملات المشفرة، وإن اتجه الانهيار لأبعد من ذلك وتوقف التقنيات الحديثة وتعطل الإنترنت فكيف يمكن الوصول إلى العملات الرقمية؟ لعل ذلك أهم ما يجب التفكير به عند سماع أن البيتكوين هو الطريقة المثلى للتأمين ضد الكوارث المستقبلية.
3. العملات المشفرة تدعم نفسها بنفسها
فالعملات الرقمية أصول قابلة للتداول، ولكنها غير مدعومة من أي جهة سوى الخوارزمية الرياضية الخاصة بها، وذلك من أكبر الأسباب التي تجعلها محفوفة بالمخاطر، فالعملات الرقمية ذات قيمة فقط لأن من يقوم بتداولها يعتقد بأن لها قيمة، ولكن لا يوجد هيئات رسمية أو حكومية تساعد في احتفاظ العملات الرقمية بقيمتها، فقد كونت قيمتها بشكل أساسي لعدم وجود اختيارات أفضل، وهذا ما يجعلها محفوفة بالمخاطر إذا ما قررت الأسواق مالية فجأة أنها لم تعد ذا قيمة بعد الآن.
نصائح هامة للاستثمار بعملات الكريبتو
كما أشرنا سابقًا أن سوق الكريبتو أو العملات الرقمية المشفرة ينطوي على العديد من المخاطر الضخمة، لذلك فعند التفكير في خوض تجربة استثمار وتداول العملات الرقمية فهناك بعض النصائح التي وضعها خبراء الاقتصاد والتي تساعد في تحقيق النجاح في هذا الاستثمار وكسب الأرباح المرجوة منه، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:
دراسة السوق جيداً
قبل الدخول في سوق العملات الرقمية لابد من دراسته وفهم كل التفاصيل المتعلقة به بشكل جيد، كما يفضل استشارة الخبراء في هذا المجال والاستفادة من تجاربهم.
دراسة العملات المشفرة
اختيار العملات المشفرة المعروفة والشائعة، وتجنب العملات الغير معروفة أو المشبوهة، مع الإلمام بكافة المعلومات والأسرار عن العملة قبل الشراء. تجنب الاستثمار في العملات الرقمية بجميع الأموال، فلابد أن يكون حجم الاستثمار متناسب مع المحفظة الاستثمارية بحيث لا يؤدي بها إلى الخسارة أو الإفلاس.
وضع خطة استثمارية
وضع خطة استثمارية وتنفيذها والتمسك بها، فكل من حقق النجاح في الكريبتو تمكن من وضع استراتيجية ناجحة وتمسك بتنفيذها.
تنوع الاستثمارات
التنوع في الاستثمار، وتجنب وضع رأس المال بالكامل في عملة مشفرة واحدة، فلابد من التنوع في الصفقات.
اختيار التوقيت الجيد للتداول
الإدارة الجيدة لتوقيت التداول، حتى يمكن اتخاذ القرارات الصحيحة. تجنب الوقوع في اليأس في حالة الخسارة، واعتبارها فرصة جيدة للاستفادة واكتساب الخبرة والتعلم في إدارة الصفقات التالية.
ضبط النفس وعدم التسرع
التحكم العقلي وضبط النفس قبل اتخاذ القرارات المصيرية في التداول والشراء والبيع. عدم الدخول في أكثر من صفقة في وقتٍ واحد، حتى يمكن التركيز في الصفقة بشكل جيد واتخاذ القرارات الصحيحة. تجنب اتخاذ قرارات الشراء والبيع عند انخفاض الأسعار فقط، بل يجب التفكير في كافة الاحتمالات لتنفيذ صفقات ناجحة حتى في ظل ارتفاع الأسعار.
الطمع في تحقيق مكاسب أكبر قد يؤدي إلى خسارة الأموال بالكامل، فلابد من تحقيق التوازن في اتخاذ القرارات، وتجنب الإغراءات المالية التي تؤدي إلى شعور المتداول بالجشع والرغبة في كسب المزيد من المال وهو ما يؤدي في النهاية إلى الخسارة الكاملة.
اختيار وسيط تداول موثوق
أهمية اختيار وسيط تداول الكريبتو موثوق، بحيث يوفر منصة تداول آمنة، فهناك العديد من منصات التداول المتاحة عبر شبكة الإنترنت، ولذلك لابد من التدقيق والفحص الجيد لمنصة التداول الموثوقة، فالوسيط المرخص الذي يتمتع بالمصداقية والثقة يمنح المتداول فرصة أكبر في تحقيق الأرباح التي يطمح إليها في بيئة آمنة بعيدة عن الاحتيال الذي تقوم به بعض الشركات المحتالة.
تجنب التداول بدون هدف
لا يمكن دخول هذا المجال لمجرد أنه الجميع يقوم بذلك، بل يجب تحديد هدف واضح، كأن يكون وسيلة للربح، أو مصدر للاستثمار طويل الأجل، فوجود هدف حقيقي قبل بدء الاستثمار لا يقل أهمية عن وجود خطة واضحة للتداول وإدارة المخاطر، فلا يمكن أن يكون التداول عملية عشوائية غير محددة الأهداف.
تجنب الدخول في التداول وبدء الصفقات قبل التعلم الكافي واكتساب الخبرة والمهارة في تنفيذ ذلك، بل يجب البدء بحساب التداول التجريبي الذي يتيح الفرصة لتجربة التداول الحقيقي واستخدام أدوات التداول وتعلم كيفية تنفيذ الأوامر المختلفة، وذلك قبل البدء في التداول الحقيقي، مما يساعد في تجنب الوقوع في الأخطاء والخسائر.
التفكير طويل المدى
أهمية التفكير طويل المدى، فسوق الكريبتو شديد التقلب، نظرا لوجود العديد من الأمور التي مازالت قيد الاختبار في هذا السوق، فكثيرا ما ينفجر السوق صعودا لبضع ساعات ثم يعاود الانخفاض السريع إلى أدنى مستوياته، لذلك فإن التفكير على المدى القصير لا يعد من الأمور الصائبة في هذا السوق، فالاستثمار في العملات الرقمية يفضل أن يكون طويل المدى.
مؤشر كريبتو-10
مؤشر كريبتو-10 أو مؤشر بي 10، تم إطلاقه في سوق المال من قبل شركة “بيتا”، وهو يمثل الأداء لأكبر عشر عملات رقمية في سوق الكريبتو بالاستناد إلى القيمة السوقية.
ويعتبر مؤشر كريبتو-10 هو الأفضل على الإطلاق في هذا المجال من خلال مراقبة أفضل المشروعات لبلوكتشين، فيتمكن المستثمرين من خلال تتبع هذا المؤشر قياس التقلبات في سوق العملات الرقمية بشكل سريع وعام.
وقد طرحت شركة بيتا مؤشر كريبتو للمرة الأولى في سبتمبر عام 2018م، وهي شركة ألمانية تختص بالتكنولوجيا المالية، وهي مسئولة ع توفير البيانات والمؤشرات والبنية التحتية لكل المؤسسات التي تعمل في مجال الاستثمار والتداول.
ويتم احتساب مؤشر كريبتو يوميا بعملة الدولار الأمريكي، ولا يوجد به أي استثناءات، وتتم عملية الحساب من الساعة الثانية عشر منتصف الليل وحتى الساعة الحادية عشر مساء اليوم التالي.
وقد تم إطلاق المؤشر بقيمة أساسية موحدة وهي 5000 نقطة، ومنذ ذلك الوقت عكست قيمة المؤشر أداء سوق العملات الرقمية بصورة عامة، ويستخدم مؤشر كريبتو أيضا كمعيار لعدد كبير من المنتجات المالية والمنتجات غير المالية.
ولحساب سعر مؤشر كريبتو يتم استخدام البيانات من عدة مصادر متنوعة، بما فيها منصات التداول ووكالات التنظيم، وأي بيانات ذات صلة من مقدمي الخدمات، ويتم قياس المؤشر بالنقاط، مع تتبع أسعار أفضل العملات في السوق وفقًا للقيمة السوقية وأحجام التداول.