شهدت أسعار الذهب تحقيق أول ارتفاع في أربعة أيام في السوق الأوروبية اليوم الجمعة، ارتفاعًا مدعومًا بالتوقعات بأن تصل أسعار الفائدة لدى أكبر البنوك المركزية إلى أعلى مستوياتها، مع زيادة التكهنات بشأن إمكانية حدوث خفض مبكر في النصف الأول من العام القادم.
وتغلبت هذه التوقعات على تأثير الارتفاع الكبير في مستويات الدولار وعوائد الولايات المتحدة، الذي نجم عن الموقف المتشدد الذي اتخذه مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.
وبلغت أسعار معدن الذهب 1,928.75 دولار بزيادة قدرها 0.45%، مقارنة بمستوى الافتتاح عند 1,920.08 دولار، وسجلت أدنى مستوى عند 1,919.59 دولار.
وتراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.5% أمس، في ثالث خسارة متتالية، بعد صدور بيانات قوية عن سوق العمل في الولايات المتحدة، حيث أظهرت تراجع طلبات إعانة البطالة الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى في ستة أشهر.
وأعلنت البنوك المركزية للدول الكبرى في الولايات المتحدة وسويسرا والمملكة المتحدة هذا الأسبوع عن توقف مؤقت في رفع أسعار الفائدة، بهدف دراسة تأثيرات الإجراءات النقدية المتشددة على الوضع الاقتصادي.
ويعتبر هذا التوقف خطوة أولى نحو اتخاذ إجراءات أكثر تحفيزًا للاقتصاد العالمي “المضطرب”، والتي قد تتم في وقت مبكر من عام 2024 مع خفض أسعار الفائدة.
وقال المحلل الاستراتيجي لأسواق المال “إيليا سبيفاك” ان الأسواق تنظر إلى البنوك المركزية وتقول إنكم لن ترفعوا أسعار الفائدة لأن التضخم تحت السيطرة، إنكم تتوقفون لأنكم قلقون من أن النمو العالمي سيتوقف.
وأضاف سبيفاك: هناك إحساس قوي جدًا بأن النمو العالمي لا يستطيع الاستمرار، وهذا ما يدفع الناس لشراء المعدن كملاذ آمن.
وارتفع مؤشر الدولار اليوم الجمعة بنحو 0.4%، مسجلاً أعلى مستوى في ستة أشهر عند 105.78 نقطة، ما يعكس الارتفاع الواسع للعملة الأمريكية مقابل سلة من العملات العالمية، وهو ما يعيق ارتفاع أسعار الذهب والمعادن الأخرى المقومة بالدولار.