شهدت أسعار الذهب تراجعاً حاداً في تعاملات اليوم الأربعاء، متجهة إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية أغسطس الماضي، بفعل تصريحات من أعضاء الفيدرالي الأمريكي عن استمرارية رفع الفائدة، وبيانات إيجابية عن السلع المعمرة في الولايات المتحدة، التي تجاوزت توقعات الأسواق.
وبحسب التداولات، انخفضت عقود الذهب الفورية بنحو 53% لتصل إلى 1,884.57 دولار للأوقية، في حين تراجعت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.922% لتستقر عند 1,902.15 دولار للأوقية.
وتأثرت أسعار الذهب سلباً بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوة الدولار الأمريكي مقابل سلة من ست عملات رئيسية، خلال التداولات، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 0.37% ليبلغ 106.60 نقطة، مما زاد من قوة العملة الأمريكية وخفض من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
كما تضررت أسعار الذهب من تصريحات أحد أعضاء الفيدرالي الأمريكي، نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي في مدينة مينيابولس، الذي قال يوم أمس الثلاثاء إن رفع معدل الفائدة بـ 25 نقطة أساس قد يكون مطروحاً قبل نهاية العام، وأن الفائدة قد تظل عند مستوى منخفض بعد ذلك. وهذه التصريحات أثارت التفاؤل بشأن استمرار سياسة التشديد النقدي من جانب الفيدرالي، مما دفع المستثمرين إلى شراء الدولار والابتعاد عن الذهب.
وأخيرا، انخفضت أسعار الذهب بشكل واضح بعد صدور بيانات عن طلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة، والتي أظهرت ارتفاع المؤشر بنسبة 0.2% على أساس شهري في أغسطس، مقابل توقعات بانخفاضه بنسبة 0.5%. كما ارتفع المؤشر بقيمته الأساسية بنسبة 0.4%، مقابل نمو بنسبة 0.5% في يوليو. وهذه البيانات تشير إلى تحسن في نشاط التصنيع والإنفاق في الولايات المتحدة، مما قد يرفع من معدل التضخم ويحفز الفيدرالي على رفع سعر الفائدة، وهو ما يعزز الدولار ويضغط على الذهب.