شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً قوياً خلال جلسة اليوم الأربعاء لأعلى مستوياته منذ 5 سبتمبر الماضي، مدعومة من تصاعد الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية وضعف الدولار الأمريكي.
ومن خلال النظر إلى تداولات اليوم، نلاحظ بأن أسعار عقود الذهب الفورية ارتفعت بنسبة 0.69% إلى 1936.38 دولارا للأوقية، إضافة إلى ارتفاع أسعار عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر بحوالي 0.66% إلى 1,948.45 دولارا للأوقية. وأثرت عدة تطورات اقتصادية وجيوسياسية على تحسن أسعار الذهب خلال الجلسة.
ولا تزال أسعار الذهب تستفيد من دعم كبير نتيجة استمرار شدة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط وقلق الأسواق من تفاقم حالة الحرب المستمرة وانضمام أطراف أخرى للنزاع، وما ينجم عن ذلك من تأثيرات اقتصادية وسياسية وأمنية ليس للمنطقة فقط بل للاقتصاد العالمي أجمع.
بالإضافة إلى ذلك، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو لجمهورية الصين في سنتي 2023 و2024 إلى 5% و4.2% على الترتيب مقابل توقعات صندوق النقد الدولي السابقة التي كانت 5.2% و4.5% على التوالي، في دلالة على تدهور الحالة الاقتصادية لثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، وما يحمله ذلك من انعكاسات سلبية على نمو اقتصادات باقي دول العالم.
ولهذه التطورات، وفي ظروف ازدياد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية على المستوى العالمي، قام المستثمرون بإخراج أموالهم لشراء معدن الذهب كحافظ للثروة من المخاطر المحتملة المصاحبة لهذه المستجدات، فزادت أسعار الذهب في نهاية المطاف.
أدى ضعف الدولار إلى تقوية الزخم الصعودي للسلع المقيمة بالعملة الخضراء خلال الجلسة ومن ضمنها الذهب، حيث أصبح الذهب سلعة استثمارية أرخص لحاملي العملات الأجنبية عكس الدولار الأمريكي.
وفي هذا السياق، أعلن عضو الفيدرالي الأمريكي توماس باركين مساء أمس بأن السياسة النقدية في مستوى تقويض بالفعل، كما تحدث عن احتمالات مبالغة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في التشديد، لأن هذه التدابير قد تسبب أضرارا غير مبررة لاقتصاد الولايات المتحدة.