استقر سعر صرف زوج الدولار مقابل الاسترالي “AUD/USD” خلال تداولات اليوم الاثنين عند مستوى 0.6818، على الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي في نهاية تداولات عام 2023، إلا أنه مني بخسارة سنوية كبيرة لأول مرة منذ عام 2020، وبنسبة وصلت إلى 2.04%، وذلك رغم مستويات الفائدة الأمريكية العالية. ولكن تأثرت تحركات الدولار بضغوط شديدة طوال تداولات العام السابق على الاتجاهين الصاعد والهابط، ولكن النتيجة النهائية كانت تكبد العملة الخضراء خسائر سنوية حادة.
وهنا يطرح السؤال عن أسباب هذه الخسائر القوية للدولار، والتي أجبرت العملة الخضراء على وضع حد لسلسلة مكاسب استمرت لعامين، وفي مقدمتها ارتفاع رهانات الأسواق بشأن نهاية دورة التشديد النقدي الأمريكية.
وفي بداية الأمر، استفاد الدولار من دورة زيادة أسعار الفائدة الأمريكية والتي انطلقها الفيدرالي منذ مارس 2022، ساعيا لمواجهة التضخم المرتفع، وسجل ارتفاعات بارزة بسببها، ولكن في الشهور الأخيرة من العام المنتهي، عانى التضخم الأمريكي من تراجع ملحوظ مما أثر على توقعات الأسواق لخطوات السياسة النقدية القادمة.
وبمعنى آخر، باتت الأسواق تظن بأن الفيدرالي الأمريكي قد أنهى بالفعل دورة التشديد النقدي ردا على انحسار التضخم في البلاد، وبدأ الكلام عن موعد وحجم تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة في العام الجديد.
وقد أشعل الفيدرالي الأمريكي هذه التوقعات الأكثر سلبية للسياسة النقدية لهذا العام، إذ توقع الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال عام 2024 في إطار اجتماعه الأخير بشهر ديسمبر، متجنباً التشديد الزائد للسياسة النقدية، والذي ليس له داع بالنظر لانخفاض التضخم، والتباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة والتي زادت الزخم الهابط لتحركات الدولار في سوق العملات.
ومن جهة أخرى، تقوم الأسواق في الوقت الراهن بتسعير أقوى وأعمق لتخفيضات أسعار الفائدة المحتملة، حيث تشير أداة تتبع أسعار الفائدة الفيدرالية الصادرة عن مجموعة CME لاحتمالية بنسبة 73%، أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بأول خفض للفائدة في اجتماع مارس القادم.