تراجعت اسعار الذهب في جلسة اليوم الجمعة ولليوم الثالث على التوالي، متأثرة بارتفاع توقعات الأسواق بشأن استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تطبيق سياسته النقدية الصارمة لمدة أطول.
وفي تداولات اليوم الجمعة، هبطت أسعار الذهب النقدية بمقدار 0.11% لتصل إلى حوالي 2032.07 دولار للأوقية، وفي الوقت نفسه، بقيت أسعار الذهب الآجلة عند مستوى 2037.1 دولار للأوقية بنسبة هبوط بلغت 0.05%.
وحدث الانخفاض البارز الذي شهده معدن الذهب في آخر تداولاته هذا الأسبوع، بعدما أعلن عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توماس باركين أن التضخم ما زال مرتفعاً وأنه يحتاج إلى المزيد من الأدلة قبل اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة، وهو ما يتطلب الصبر حتى يظهر التضخم انخفاضاً واضحاً، خاصة في ظل القوة الحالية للاقتصاد الأمريكي، التي تجعل من الصعب إيجاد ما قد يدفع الفيدرالي للشعور بالضرورة بشأن خفض أسعار الفائدة.
وأيضاً، تحدث عضو الفيدرالي الأمريكي عن بعض العوامل التي تساهم في التضخم في الولايات المتحدة وأبرزها ضغط سوق العمل وهو ما ينعكس على استمرار ارتفاع الأجور، وكذلك، الأدلة التي تدل على أن الأمريكيين يواصلون الإنفاق بمستويات أكبر من اللازم، الأمر الذي أثر إيجاباً على حركات الدولار وسلباً على الذهب.
وبمعنى آخر، زادت هذه التصريحات من الاتجاه الهبوطي لحركات أسعار الذهب في تداولات اليوم، مع تلاشي احتمالات خفض سعر الفائدة الأمريكية في المدى القصير، بما يعزز قوة الطلب على الدولار الأمريكي، وهو ما يجعل الذهب المقوم بالعملة الخضراء سلعة استثمارية مكلفة بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأجنبية الأخرى غير الدولار.
وقد تأثرت تداولات معدن الذهب طوال الأسبوع الحالي، بسبب انخفاض توقعات المستثمرين بشأن الخفض السريع لأسعار الفائدة الأمريكية، التي أثارتها تصريحات صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع، والتي نفت في مجملها احتمالية خفض الفائدة في اجتماع مارس القادم، مع الحفاظ على سعر الفائدة المرتفع لمدة أطول.