بالرغم من تراجع أسعار الذهب للأسبوع الثاني على التوالي، إلا أنها شهدت صعوداً ملحوظاً خلال جلسات السوق اليوم الجمعة، بفضل هبوط مؤشر الدولار الأمريكي، وذلك بعد صدور إحصائيات اقتصادية مهمة جداً في الولايات المتحدة أمس، والتي أثرت على حركة الدولار الأمريكي وكذلك، تعاملات أسعار الذهب.
ولقد استفادت أسعار الذهب من هبوط مؤشر الدولار الأمريكي الذي يعكس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة تتألف من ست عملات أجنبية أخرى، ما منعها من الانهيار خلال جلسات السوق العالمي اليوم الجمعة، وذلك نظرا لوجود علاقة معاكسة بين الجانبين، وهذا يعني أن هبوط الدولار الأمريكي قد يزيد من جاذبية السلع المقومة به في معظم الأحيان وخاصة معدن الذهب، لأنه يخفض من تكاليف اقتنائه.
وفي هذا الإطار، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بمقدار 0.02% وبلغ مستوى 104.263 نقطة تقريباً، ما ساهم في صعود أسعار الذهب بالجلسات، وذلك بسبب تأثره بتصريحات محبطة من أحد أعضاء الاحتياطي الفيدرالي بوستيك؛ الذي قال بأنه من المحتمل أن يفكر الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة قريباً، نظرا لتحقيق البنك تقدما كبيرا في خفض التضخم، وهذا الأمر أضعف الدولار الأمريكي، وأدى إلى صعود أسعار الذهب.
وبالإضافة إلى ذلك، تلقت أسعار الذهب دعماً قوياً زاد من ارتفاعها مرة أخرى وعادت إلى مستويات 2000 دولاراً مرة أخرى، نتيجة سلبية بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي صدرت أمس، فبحسب البيانات المتوفرة، انخفض مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكية بنسبة 0.8% خلال يناير على أساس شهري، وهو أسوأ من توقعات الأسواق التي تنبأت بانخفاضه بنسبة 0.2%، وهذه البيانات زادت من التوقعات بإمكانية أن يعيد الفيدرالي الأمريكي النظر في خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع، وهذا من شأنه أن يضعف الدولار ويزيد جاذبية المعدن الأصفر في المستقبل.