تعرضت أسعار الذهب لانخفاض حاد خلال جلسة اليوم الثلاثاء، حيث تعرضت عقود المعدن الأصفر لضغوط سلبية قوية في مواجهة الارتفاع الكبير لعوائد سندات الخزانة الأمريكية والدولار بعد تصاعد النزاع في الشرق الأوسط مساء البارحة الاثنين من جهة، وانتظار صدور بعض البيانات الاقتصادية الهامة وتصريحات بعض أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق من اليوم.
وعلى مستوى التداولات، تراجعت أسعار عقود الذهب الفورية بنسبة 0.72% إلى 2,041.75 دولاراً للأوقية، كما انخفضت أيضاً العقود الأمريكية الآجلة لمعدن الذهب تسليم فبراير بنحو 0.32% لتبلغ 2,045.10 دولاراً للأوقية.
وبالنسبة للمعادن الأخرى غير الذهب، فقد تراجعت أسعار عقود الفضة الفورية بنسبة 0.46% إلى 23.12 دولاراً للأوقية، وانخفضت عقود البلاتين بمقدار 1.04% إلى 907.48 دولاراً للأوقية، كما تدنت أسعار البلاديوم بنسبة 1.27% إلى 962.31 دولاراً للأوقية.
وشهدت اليوم عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعاً ملحوظاً، وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بحوالي 1.36%، متخطية مستوى 4% مرة أخرى، لتصل إلى 4.01%، وهو ما أحدث ضغطاً شديداً على أسعار الذهب، حيث زاد اهتمام المستثمرين بالسندات كملاذ آمن للتحوط من تفاقم التوترات الجيوسياسية، وذلك على حساب الذهب.
وفي الوقت نفسه، ساهمت زيادة الطلب على السندات بزيادة الطلب على العملة الأمريكية، حيث صعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى بحوالي 0.52%، ليصل إلى 103.23 نقطة، وهو أعلى مستوى يسجله بأكثر من شهر منذ يوم 13 ديسمبر، مما أحدث المزيد من الضغوط السلبية على الذهب المقيم بالعملة الخضراء، مع زيادة تكلفة حيازة السبائك بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأخرى.
وتترقب الأسواق العالمية حاليا سماع آراء عدد كبير من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، للحصول على مزيد من الإشارات بشأن توقعات موعد خفض أسعار الفائدة الفيدرالية، مع ترقب صدور المؤشر التصنيعي لولاية نيويورك بوقت لاحق من اليوم، وبيانات مبيعات التجزئة للولايات المتحدة غداً، والتي من شأنها التأثير بشكل كبير على تحركات الدولار وكذلك الذهب.