تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد في أول جلسات الأسبوع اليوم الأثنين، بعد أن حققت أسوأ أداء أسبوعي في ستة أسابيع، نتيجة لتراجع توقعات الأسواق لخفض الفائدة الأمريكية قريباً وهو ما دعم الدولار الأمريكي، وضر بحركات معدن الذهب.
وفي هذا الإطار، أصدر عدد من صانعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة بعض التصريحات الأكثر صرامة بشأن النهج المشدد للفيدرالي الأمريكي، والتي أشارت في مجملها إلى أن قرار خفض الفائدة يتوقف على انخفاض التضخم إلى المستويات المرغوبة.
فمثلا، قالت ماري دالي إنها تحتاج إلى رؤية أدلة قوية لاتخاذ قرار خفض معدل الفائدة في المدى القصير، مؤكدة على أن الفيدرالي الأمريكي لا ينوي اتخاذ قرار بشأن تخفيف السياسة النقدية في أي وقت قريب، لأنه ما زال مبكراً إعلان الانتصار في معركة مكافحة التضخم المرتفع باعتبار التضخم ما زال أعلى من الهدف المحدد له والمقدر ب 2%.
وأثرت هذه التصريحات على توقعات الأسواق بشأن الحفاظ على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة عند مستويات عالية لفترة أطول من الوقت، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي، وانخفاض أسعار الذهب تبعا لذلك، وذلك في ظل العلاقة المعاكسة بين الطرفين.
واستنادا إلى هذه التطورات السلبية، انخفضت أسعار العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 0.32% إلى 2022.95 دولار للأوقية، وفي الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب (تسليم شهر فبراير) بحوالي 0.29% لتصل إلى 2023.5 دولار للأوقية.
إلى جانب تراجع الذهب في تداولات اليوم، أعلنت عدة بنوك استثمارية كبرى عن توقعات سلبية لأداء الذهب في الفترة القادمة، فعلى سبيل المثال، يظن خبراء المجموعة المالية الاسترالية النيوزلندي ANZ بأن تناقص توقعات الأسواق لخفض الفائدة قريباً سيحول دون الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب في المدى القريب.