هوامير البورصة السعودية

مقالات تعليمية
هوامير البورصة السعودية

تبذل هيئة البورصة السعودية جهدا كبيراً من أجل الحفاظ على أموال المتداولين وتعزيز مفهوم الشفافية في التداول. وعلى الرغم من النمو الكبير للبورصات وفرص الاستثمار الضخمة، إلا أنها ما زالت تعاني من مشكلة هوامير البورصة السعودية; والتي تعني أن المستثمرين الصغار من الممكن أن يتعرضوا للضرر من تواجد العناصر التي تؤثر بشكل كبير في السوق السعودي.

ماذا يعني هوامير البورصة السعودية

الهوامير هم المضاربون الكبار في البورصة; والذين يمتلكون حصص ضخمة في مختلف المؤسسات والشركات ويتمتعون بسيولة كبيرة في سوق المال. هدفهم الأساسي هو تحقيق الربح مثل أي متداول، ولكنهم يحققون الربح على حساب المستثمرين الصغار والأقل حجما وأقل في الخبرة. ولذلك يطلق عليهم أسماك القرش الضخمة التي تأكل صغار الحيتان.

ذلك الأمر يجعل سوق المال يبدو وكأنه غير ناضج. ولذلك تعمل الهيئات الرقابية والسلطات المالية على توعية المستثمرين الجدد ومنع الممارسات والأنشطة المشبوهة حفاظا على نزاهة وشفافية الاستثمارات.

على الرغم من اتفاق العديد من المراقبين والمحللين; على عدم نجاح الإجراءات التي قامت بها هيئة البورصة السعودية في القضاء على ظاهرة هوامير البورصة; إلا أن تلك الإجراءات قد ساعدت بالفعل في إخراج البعض منهم من السوق وتعرض البعض الآخر للمسائلة القانونية.

كيفية تلاعب الهوامير بالبورصة

هوامير البورصة السعودية يطلقون على أنفسهم صناع السوق. وذلك بسبب امتلاكهم حصصا ضخمة في معظم الشركات والمؤسسات التي يستثمرون فيها. والأهم من ذلك امتلاكهم لوسائل عديدة تساعد في توجيه السوق المالي نحو قرارات معينة تصب في صالحهم ويمكنهم الاستفادة منها.

من أهم الأدوات التي يستخدمها الهوامير هي وسائل الإعلام ومنتديات الأسهم والمواقع الإلكترونية الخاصة بالتداول. فهي عبارة عن مساحات يوجهون المستثمرين والمتداولين من خلالها إلى اتخاذ قرارات معينة يستغلونها لصالحهم.

أما عن أسوأ الممارسات الغير قانونية التي يستخدمها الهوامير; فهي عرض شريط أسعار الأسهم في بعض من هذه المواقع والمنتديات مع التلاعب في الأسعار من خلالها. بحيث يتم عرض سعر أقل من السعر الفعلي في السوق. ومن ثم دفع المستثمرين إلى الشراء بينما الأسعار مرتفعة في الواقع.

كما يستخدمون المعلومات المغلوطة والأخبار المزيفة من أجل توجيه صغار المستثمرين للوقوع في فخ معين. مثل شراء أسهم شركة ما تتعرض إلى الضغط بسبب تراجع أسعار أسهمهما. فحين يقوم المستثمرين الصغار بشراء أسهمها يستغل الهوامير ذلك; من أجل البيع والخروج من الصفقة بأقل خسائر ممكنة أو ربما بتحقيق أرباح إضافية.

الأخبار المزيفة والإشاعات والتوقعات الغير مدروسة تعتبر من أكثر المشكلات الشائعة في سوق المال الخليجي بشكل عام. وهي ما تؤدي إلى تعرض الكثير من المستثمرين إلى خسارة أموالهم; فيتشكل لديهم الخوف من التداول والرهبة من التعامل مع البورصات.

بانير اعلاني

يستخدم الهوامير تلك الأساليب إلى جانب بعض الأساليب القانونية أيضا لتحقيق صالحهم. ليس فقط من أجل رفع أسعار بعض الأسهم وإنما من أجل تقليل أسعار أسهم أخرى وشرائها بأسعار متدنية عن قيمتها الفعلية.

أساليب هوامير البورصة السعودية

يعتمد هوامير البورصة السعودية على عدة أساليب من أجل تحقيق أهدافهم. منها الأساليب القانونية والغير قانونية، على سبيل المثال ما يلي:

  1. إستراتيجية الصدمات السعرية

يعتمد هذا الأسلوب على عقد اتفاق سري بين عدد من المتداولين; يهدف إلى تحطيم الأسعار وتحقيق الارتباك للمتداولين الآخرين الذين يتصرفون على نفس النحو.

فتهدف مجموعة إلى خفض سعر سهم معين، في حين تعمل مجموعة أخرى على بيع ما لديها من أسهم في خلال فترات متقاربة نسبيا من أجل توفير إشارات سلبية للمستثمرين والمتداولين الآخرين.

وخلال غياب التبريرات والمعلومات عن تلك التحركات وساعة النطاق تنطلق الأخبار المزيفة والشائعات إلى بقية المتداولين في سوق المال.

  • المضاربات الوهمية

وتعتبر من أقدم الأساليب المتبعة في البورصات ولازالت موجودة في البورصة السعودية والبورصات الخليجية عامة، حيث تعتمد على بيع الأصول بشكل صوري، وهذا الأسلوب فعال في ظل انتقال المعلومات بشكل سريع وتوافر شبكة الانترنت ومنصات التداول ومنتديات الأسهم وغيرها.

فالكثير من تلك المضاربات تعتمد بشكل أساسي على المراهنات بصرف النظر عن حقيقة وجود مراكز مالية حقيقية وعدم وجود أصول حقيقية يمكن الحصول على السيولة من خلالها.

  • التلاعب عن طريق الصناديق وشركات السمسرة

تمتلك هذه الجهات الكثير من الأسهم بالإضافة إلى سيولة كبيرة، وهي تعتمد على تبادل المعلومات بشكل داخلي مع التحرك لتحقيق مصلحتها ومصلحة المتداولين المشتركين فيها.

وفي ظل ضعف الرقابة على هذه الجهات فمن الممكن أن تتعاون مع بعض الشركات المدرجة في البورصة حتى تقوم برفع أسعار الأسهم الخاصة بها، ومن خلال ذلك تتمكن من تحقيق أرباح ضخمة يتم تقسيمها بين الأطراف المشتركة في هذا التلاعب.

بعض الشركات الخاصة بالتداول أون لاين تذهب إلى أبعد من التلاعب ببيع وشراء أسهم العملاء دون موافقتهم أو دون علمهم بذلك بهدف تحقيق مكاسب أكبر للشركة أو الهروب من الوقوع في خسائر، فهناك مؤسسات وهمية ليس لها وجود فعلي على أرض الواقع، فتقوم بذلك التلاعب من أجل تحقيق المكاسب ومن ثم تختفي تماما.

تداعيات هوامير البورصة السعودية على المستثمرين الصغار

كثير من المستثمرين الصغار يتعرضون إلى خسارة أموالهم في الأسواق المالية والوقوع في مواقف سيئة للغاية بسبب هوامير البورصة، من جهةٍ أخرى فإن ذلك يسيء إلى سمعة البورصة في المجتمع الخليجي، فهناك العديد من الناس يروجون إلى أمر الاستثمار في سوق تداول الأسهم هو مضيعة للمال والوقت، وأنه أمر خاص فقط بالأثرياء ورجال الأعمال.

وذلك بالطبع يرجع إلى تعرض المستثمرين الجدد إلى تكبد الخسائر الفادحة في ظل تواجد الهوامير الكبار وسيطرتهم على سوق تداول الأسهم وتحقيقهم للأرباح الضخمة على حساب المتداولين الصغار الذين لا يملكون الخبرة الكافية للوقوف أمامهم.

مميزات وعيوب هوامير البورصة السعودية

على الرغم من عدم تقبل الكثير من الناس فكرة صناع السوق والأسلوب الذي يتخده هوامير البورصة السعودية في العمل، حيث يعتبرونه أسلوب مخالف لهم، فهم في حقيقة الأمر يقتبسون السعر من اتجاهين، ويمكن تحريف السعر بصورة معينة قبل فتح فرص المراجحة.

ويعمل هوامير البورصة السعودية على توفير السيولة في سوق تداول العملات الأجنبية وتداول الأوراق المالية، فهي من أهم الطريق الأساسية التي تختلف من خلالها سوق تداول العملات الأجنبية عن سوق تداول الأوراق المالية.

يمكن القول بأن هوامير البورصة السعودية هم الدعامة لسوق العملات الأجنبية، إلى جانب أن المساهمة الأساسية لهم والتي تتمثل في تمكين البورصة من العمل بشكل فعال، فإنها تحقق العديد من المزايا الأخرى لسوق المال، حيث يوفر السيولة والاتساق في السوق مع الالتزام  المستمر لاتخاذ جانب آخر في أي صفقة.

جميع المؤشرات الفنية تعتمد على الاعتقاد باسترشاد حركة الأسعار بالسلوك البشري بدلا من التحرك بشكل عشوائي، فوجود العنصر البشري في صناعة الأسعار يمنح المؤشرات الفنية شعورا بالمصداقية.

تواجد هوامير البورصة السعودية في سوق تداول العملات الأجنبية وسوق الأوراق المالية يساعد في توفير السيولة، كما يدرك الهوامير التداولات الكبيرة للبنوك الكبرى في البورصة، والتي تساهم في صناعة السوق وتحرك الأسعار، وهو ما يمنحهم ميزة عن غيرهم من المستثمرين، فقد تتضمن المعلومات التي يمتلكوها دور في صناعة السوق ولا يملكها غيرهم.

 

تعرف أيضاً على الشركات التالية
شركة Trade 360شركة Legacy FXشركة Markets