يمكن لاستثمار وتداول الأسهم أن يكون وسيلة فعالة لتكوين ثروة على المدى الطويل، وأن يكون خطوة فعالة في طريق تحقيق النجاح والثراء، فالتعلم الصحيح للاستثمار والصبر في التنفيذ يعود على صاحبه بأرباح قد تفوق أي دخل يمكن أن يجنيه من العمل كموظف في أي مؤسسة بدوام كامل، فالأمر كله يعتمد على مدى فهم طريقة تداول الأسهم للمبتدئين وفهم آلية عمل سوق تداول الأسهم، مع تحديد الأهداف الاستثمارية والقدرة على تحمل أكبر قدر من المخاطر في سبيل الوصول إلى تلك الأهداف.
محتويات
ما هو تداول الأسهم للمبتدئين
الأسهم هو مصطلح يشير إلى حصة ملكية في رأس مال شركة ما بشكل قانوني، فحين يقوم شخص ما بشراء عدد أسهم في شركة معينة، فيصبح بذلك مالكا لجزء من هذه الشركة وفقا لعدد الأسهم التي في حوزته، وبالتالي يصبح مستحقا لجزء من الأرباح السنوية للشركة تتحدد نسبتها وفقا لعدد الأسهم، كما تتحدد أيضا حجم صلاحياته وسلطته في الشركة.
بعض الشركات تقوم بعرض أسهمها للبيع بغرض جميع مبلغ من المال لزيادة رأس مال الشركة لتحقيق أهداف مختلفة، مثل سداد ديون أو إيجاد سيولة مالية لتنفيذ بعض المشروعات الجديدة، وتأتي أسهم الشركة في شكلين، هما:
- الأسهم العادية، وهي التي تمنح صاحبها نسبة من المال تتناسب مع حجم أرباح وخسائر الشركة.
- الأسهم المميزة، وهي تمنح صاحبها أرباحا بنسب محددة يتم تحديدها بشكل مسبق.
أما عن طريقة تداول الأسهم للمبتدئين فيشير مصطلح تداول الأسهم إلى عملية البيع والشراء لحصص الأسهم في شركات معينة، فإن كان الشخص يمتلك أسهما في شركةٍ ما فذلك يعني أنه يمتلك جزء من هذه الشركة، وبالتالي يحق له التصرف في هذا الجزء كما يشاء، فيمكنه بيع السهم أو الاحتفاظ به حتى ترتفع قيمته ثم يقوم ببيعه وتحقيق الربح من فارق المبلغ بين السعر الذي اشترى به السهم وسعر البيع.
مميزات تداول الأسهم للمبتدئين
حظى الاستثمار في تداول الأسهم باهتمام واسع خلال السنوات الأخيرة، ويزداد هذا الاهتمام يوما بعد يوم، خاصة مع انتشار وسائل التداول عبر شبكة الإنترنت وسهولة استخدامها، وتوافر إمكانية التداول والاستثمار بمبالغ مالية صغيرة تناسب جميع الفئات، قد يجد البعض أنفسهم في حالة تردد أو عدم اقتناع بتلك الطريقة في الاستثمار، ولكن لا شك أنه بمعرفة طريقة تداول الأسهم للمبتدئين والبدء في الاستثمار فيمكن تحقيق العديد من الفوائد والمميزات، ومنها:
طريقة مضمونة للادخار
فواحدة من أفضل الطرق للادخار والحفاظ على المال على المدى الطويل هو تداول الأسهم بشكل صحيح وفعال، فحتى في حالة الرغبة في الحصول على أرباح سريعة على المدى القصير، فإن تداول الأسهم يساعد في الحصول على نسبة من الأرباح بشكل سنوي مع الحفاظ على المال بالكامل وزيادته على المدى الطويل، حيث تزداد قيمة الأسهم بمرور الوقت وبالتالي يزداد حجم المال المدخر.
وسيلة فعالة لكسب المال
حتى في حالة عدم امتلاك مبلغ كبير من المال بما يكفي لفتح مشروع خاص، أو عدم امتلاك الوقت الكافي، أو ربما عدم امتلاك المهارة المطلوبة للاستثمار وإدارة الأعمال، ومع ذلك فهناك من يرغب في كسب المال وتوفير المزيد من الدخل بشكل مستمر، فمن خلال تعلم طريقة تداول الأسهم للمبتدئين يمكن تحقيق ذلك بكل سهولة، عن طريق تخصيص بعض الوقت للقيام بشراء وتداول الأسهم، وباستخدام مبلغ ضئيل كرأس مال يمكن تحقيق أرباح معقولة، وبمزيد من الجهد والوقت يمكن تحقيق مبالغ ضخمة مع اكتساب الخبرة في معرفة آلية عمل سوق الأسهم.
إحداث تغييرات إيجابية في حياة المتداول
فالاستثمار في تداول الأسهم لا يقتصر فقط حول كسب الأموال وتحقيق الأرباح المالية، ولكنه يساعد أيضا في تحقيق العديد من التغيرات في محيط المستثمر وترك العديد من الآثار الإيجابية من حوله، وهنا تتضح أهمية الأخلاقيات في تداول الأسهم، بمعنى أن يقوم الفرد بشراء وبيع الأسهم الخاصة بالشركات التي تسعى إلى تقديم خدمات أخلاقية تفيد الفرد والمجتمع، مثل الشركات التي تهدف إلى تقديم خدمات صحية، أو تنفيذ مشروعات تفيد اقتصاد البلد بشكل إيجابي.
تعرف ايضاً على: افضل شركات التداول عبر الانترنت
طريقة تداول الأسهم للمبتدئين
تداول الأسهم من الاستثمارات التي إن تم تنفيذها بشكل صحيح فهو أكثر الطرق فعالية لبناء ثروة ضخمة على المدى الطويل، فقد يدهش البعض عند معرفة أن استثمارا بقيمة عشرة آلاف دولار في سوق الأسهم منذ خمسين عاما أصبحت قيمة الأرباح الناتجة عنه حاليا ما يقرب من مليون دولار، لذلك فلابد من تعلم طريقة تداول الأسهم للمبتدئين بشكل صحيح قبل الإقدام على بدء هذا الاستثمار، وتتمثل خطوات التداول فيما يلي:
أولًا: اختيار حساب التداول المناسب
فحساب التداول هو الوسيلة الأولى للاتصال بجميع المستثمرين الذين يرغبون في بيع وشراء الأسهم في العالم كله، فإذا كنت ترغب في شراء سهم شركة ما فلابد من العثور على شخص يمتلك أسهم هذه الشركة ويكون مستعدا أيضا لبيع أسهمه.
في الأساس، هذا ما يقوم به الوسيط المالي، حيث يعمل على ربط المستثمر بسوق الأسهم وغيره من المستثمرين في العالم. ومن هنا جاء المصطلح “سوق تداول الأسهم”.
يتيح حساب تداول الأسهم مع أحد الوسطاء عبر شبكة الإنترنت سهولة الوصول إلى منصات التداول، وبالتالي الوصول إلى أوامر البيع والشراء من خلال الاتصال ببورصة الأوراق المالية التي تتولى إدارة سوق الأسهم وتقوم بسرد أسهم الشركات المتاحة للتداول.
من الضروري اختيار وسيط مالي موثوق ومرخص، بحيث يوفر أعلى مستويات الأمان للحفاظ على رأس المال. فلابد من اختيار وسيط تداول حاصل على تراخيص من هيئات الرقابة المالية في العالم.
بعد اختيار الوسيط المالي الموثوق تأتي خطوة اختيار حساب تداول الأسهم، فمعظم شركات التداول توفر أنواع مختلفة ومتعددة من حسابات التداول، لكل نوع مميزات مختلفة عن غيره، كما تختلف أيضا قيمة الحد للإيداع بكل حساب عن غيره، فهناك حساب تداول يتطلب مبلغ صغير من المال، فيكون مناسبًا للمبتدئين الذين يرغبون بتجربة التداول برأس مال صغير.
كما يفضل أيضا اختيار حساب التداول التجريبي والذي توفره معظم شركات التداول في الوقت الحالي. وهو يتيح للمبتدئين تجربة التداول بشكل حقيقي واستخدام منصة التداول. والتعامل المباشر مع الأوامر المختلفة وقراءة الرسوم البيانية والتحليلات الفنية ولكن باستخدام أموال افتراضية. وبالتالي فهو يساعد المبتدئين على تعلم التداول الحقيقي دون التعرض إلى أي خسارة مالية.
ثانيًا: اختيار أفضل منصة لتداول الأسهم عبر الإنترنت
منصات تداول الأسهم هي حلقة الوصل بين المستثمرين وسوق الأسهم، حيث توضع فيها مستويات الدخول والخروج من الصفقة على الأسهم المراد تداولها، ومن الضروري أن يعرف كل مستثمري كيف يختار أفضل منصة تداول الأسهم على شبكة الإنترنت، لأنها الوسيلة الأساسية للوصول إلى كل المعلومات وأدوات التداول المهمة، مثل: الأسعار المباشرة في السوق للشركة التي يتم تداول أسهمها، والأدوات المختلفة للتداول، وكذلك المؤشرات الفنية التي من الممكن أن تساعد المتداول في اتخاذ قرارته الخاصة، بالإضافة إلى مخطط الأسعار التاريخي الخاص بالسهم المراد تداوله.
أفضل شركات التداول والوساطة المالية توفر للمتداولين منصات تداول مختلفة، ولابد من اختيار الشركة التي تدعم منصات التداول المشهورة في العالم، مثل منصة MetaTrader 4، ومنصة MetaTrader 5، وغيرها من منصات التداول المهمة، حيث تتوفر بعدة نسخ تناسب أجهزة الحاسب الآلي وأجهزة الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية وغيرها، وبذلك يمكن لكل متداول متابعة أسهمه وصفقاته في أي وقت ومن أي مكان وباستخدام أي جهاز متصل بشبكة الإنترنت.
ثالثًا: تحديد النهج الاستثماري
إن أول ما يجب على المستثمر المبتدئ التفكير فيه هو تحديد نهجه الاستثماري أو استراتيجية التداول المناسبة له، بمعنى آخر أن يحدد الطريقة التي يرغب اتباعها في استثمار الأسهم، والتي تكون قائمة على فهم حالة السوق وتحليل الأسهم بنهجية تساعد في الحصول على أدلة وتوقعات باتجاه السوق وإلى أين يمكن أن يتحرك في المستقبل القريب، ولكي يصل المستثمر إلى ذلك فهناك طريقتان أساسيتان للتحليل، وهما:
- التحليل الأساسي: وهو يشير إلى دراسة البيانات العامة لسوق المال والبيانات الخاصة بكل شركة. والتي تتضمن تحليل التقارير المالية وإعلانات الأرباح الخاصة بكل سهم، وإجمالي مبيعات الشركة، وإجمالي الأرباح التشغيلية، والمنتجات الجديدة للشركة. وغير ذلك من البيانات التي يمكن من خلالها تحديد مدى احتمالية تحقيق الشركة للمزيد من الأرباح مستقبلا. ويتم ترجمة ذلك إلى سعر السهم فتزداد القيمة السوقية للشركة.
- التحليل الفني: وهو يشير إلى دراسة سعر السهم بهدف تحديد الأنماط الخاصة بنشاط البيع والشراء. والتي يمكن أن تشير إلى المستويات المحتملة في الدخول والخروج. وبشكلٍ عام يتم دراسة أسعار الأسهم باستخدام الأنماط المختلفة للرسوم البيانية والمؤشرات الفنية للتداول وحركة الأسعار. مثل مؤشر الماكد والمتوسطات المتحركة وغيرها.
أنواع استراتيجيات التداول
من أسس تعلم طريقة تداول الأسهم للمبتدئين هي التعرف على أهم استراتيجيات التداول في البورصة. والتي تنقسم إلى عدة أنواع أساسية يمكن لكل مستثمر الاختيار من بينها. فكلا منها لها ترجيح يختلف في التحليل الفني أو الأساسي، ومن أهمها:
- استراتيجية التداول اليومي
وهو النمط الذي يتم فيه شراء ثم بيع الأسهم في خلال يوم تداول واحد. وعدم الاحتفاظ بأي صفقات مفتوحة بعد إغلاق السوق، وعادة ما يتم استخدام الأطر الزمنية الأقل في حالة التداول اليومي للأسهم.
- استراتيجية السوينج
السوينج أو التداول المتأرجح من استراتيجيات التداول التي تناسب المتداولين الذين يحتفظون بالأسهم لفترات قصيرة تتراوح بين عدة أيام إلى عدة أسابيع، وهي تعتمد على استخدام مزيجا من التحليل الفني والتحليل الأساسي للأسهم لاتخاذ القرارات الصحيحة للتداول.
- استراتيجية الاحتفاظ بالأسهم
وهو من الأساليب المناسبة للمستثمرين الذين يحتفظون بالأسهم لعدة أشهر، وتعتمد على استخدام الأطر الزمنية الأعلى. من خلال الرسوم البيانية الأسبوعية والشهرية لاتخاذ القرارات الخاصة بالتداول. كما يعتمد على التحليل الفني لتحديد أفضل أوقات الخروج من الصفقات.
- استراتيجية الاستثمار في الأسهم
وهي تشبه غيرها من استراتيجيات التداول، ولكنها تختلف في فترة الانتظار. حيث تطول إلى سنوات عديدة في محاولة للاستفادة من دفعات الأرباح التي تقدمها الشركات للمساهمين.
رابعًا: فتح حساب تداول الأسهم
وذلك بعد اختيار شركة الوساطة المالية الموثوقة وتحديد نوع الحساب المراد فتحه لتداول الأسهم. تأتي الخطوة التالية في فتح حساب التداول، ومن ثم إيداع رأس المال المراد استثماره في تداول الأسهم. وعادة ما توفر شركات التداول عدة وسائل مختلفة للإيداع، مثل التحويل البنكي أو استخدام البطاقات الائتمانية.
خامسًا: اختيار الأسهم
بعد متابعة أهم أسهم الشركات في سوق المال واختيار السهم المراد الاستثمار فيه، تأتي الخطوة الأخيرة وهي شراء الأسهم. ولكن دائما ما ينصح الخبراء بضرورة التنوع في محفظة الأسهم، وعدم وضع رأس المال بالكامل في أسهم شركة واحدة. وذلك لتفادي مخاطر الخسارة الكاملة لرأس المال.