تعليم التداول للمبتدئين

مقالات تعليمية
تعليم التداول للمبتدئين

تعليم التداول للمبتدئين هي الخطوة الأولى في طريق تحقيق النجاح في عالم الاستثمار وكسب الأموال، خاصة وأن تعليم التداول للمبتدئين أصبح أكثر سهولة الآن في ظل التطور التكنولوجي وانتشار العديد من وسائل التعلم عبر شبكة الإنترنت وظهور العديد من البرامج الحديثة ومنصات التداول الإلكترونية، مما أتاح الفرصة للأشخاص العاديين لتجربة الدخول في عالم التداول واستثمار مدخراتهم في تداول الأسهم وتحقيق الأرباح بسهولة.

ما معنى التداول

التداول كفعل هو أمر نقوم به جميعا في حياتنا اليومية دون إدراكنا لحقيقة ذلك، فعلى سبيل المثال؛ حين نقوم بشراء سلعةً ما من أحد المحلات التجارية فذلك يعد نوع من أنواع التداول، حيث ندفع المال في مقابل الحصول على سلعة أو خدمة ما.

وعلى ذلك يمكن تبسيط معنى التداول وتعريفه أنه عبارة عن مبادلة شيء في مقابل شيء آخر، كمبادلة السلعة في مقابل المال، وبمعنى آخر هو شراء سلعة ما من شخص ثم بيعها إلى شخص آخر.

فالتداول على وجه العموم يعتمد بشكل رئيسي على مفهوم العرض والطلب، فتتغير قيمة الأشياء المراد شراؤها بالاعتماد على حجم العرض والطلب لها، فارتفاع الطلب على سلعة ما يعني وجود عدد كبير من الأشخاص يرغبون في شرائها ومستعدون لدفع المال في مقابل الحصول عليها، مما يعني زيادة الطلب على هذه السلعة وبالتالي سيرتفع سعرها نتيجة لاحتياج عدد كبير من الناس لها.

في مقابل ذلك فإن زيادة المعروض من سلعة معينة يعني عدم وجود طلب لشرائها، أو كمية المعروض من هذه السلعى أكبر من حجم المطلوب منها، وهو ما يؤدي إلى انخفاض سعرها لجذب المزيد من الأشخاص لشرائها.

نستخلص من ذلك أن التداول هو مبادلة شيء بآخر مساوي له في القيمة، وتحدد هذه القيمة بناءًا على حجم العرض والطلب لهذا الشيء، وقد تطورت فكرة التداول على مر الحصول، ففي كل فترة زمنية كانت تتم عملية المقايضة بسلعة أخرى، أو بالفضة والذهب، وأخير تتم المقايضة بالمال بأشكالها المختلفة سواء نقدية أو إلكترونية أو رقمية أو ائتمانية.

أهم المهارات المطلوبة قبل تعليم التداول للمبتدئين

بعد التعرف على معنى التداول. فلابد من معرفة أن التداول لا يقتصر على المبادلات اليومية فقط ولا على المعاملات التجارية، فمع تعدد أسواق المال وتنوعها يصبح التداول مهنة متعددة المفاهيم ما بين الاستثمار والمضاربة وغيرها، ولكي يتمكن الفرد من التحلي بصفات المتداول وينجح في تنفيذه فهناك عدد من الصفات والمهارات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المتداول لكي يتميز عن غيره، فالنجاح في التداول لا يأتي بمحض الصدفة، وإنما هو ناتج عن بذل الجهد والتعلم والتجربة والوقوع في الأخطاء والتطوير المستمر، ومن أهم المهارات التي يجب توافرها قبل تعليم التداول للمبتدئين ما يلي:

1. القدرة على الاستمرار في التعلم والتجربة

لكي ينجح الفرد في التداول فلابد أن يمتلك الدافع للتعلم، حتى تصبح عملية تعليم التداول ممتعة، فالتداول كأي مهنة أخرى عبارة عن حرفة يجب تعلمها بكل تفاصيلها وعدم الاكتفاء فقط بالقشور السطحية للأمور، فطبيعة الأسواق المالية ديناميكية وتتغير بشكل مستمر، كما أنها تتأثر بشكل مباشر بالأخبار والعوامل الخارجية، فالعالم كل يوم يمتلك أخبارًا جديدة تؤثر في أداء سوق المال.

وغالبًا ما ينجه ما ينجح معظم المتداولين حين يتعلمون من أخطائهم ويتجنبوا تكرارها، فالطريقة الوحيدة التي تؤدي إلى النجاح بنهاية المطاف هو التعلم من أخطائك وتفادي تكرارها.

بانير اعلاني

ودائما يجب تذكر أنه لا يمكن التغلب على السوق ولا يمكن عناده أو الانتقام منه، فقد يقع بعض المتداولين الناجحين في فخ الثقة الزائدة التي تصل إلى الغرور، مما يدفعهم إلى زيادة حجم المخاطرة مما يؤدي إلى ارتفاع الخسائر، فعند التعرض للخسارة لا يجب عناد السوق أو محاولة الانتقام، فقط التروي ومحاولة فهم أسباب الخسارة حتى يمكن تفاديها في الصفقات التالية.

2. إدارة المخاطر قبل كسب الأرباح

فالمخاطرة هي جزء لا يتجزأ من عملية التداول، وفهم أسباب المخاطرة وقبولها والتركيز على كيفية إدارتها هي أهم العوامل للنجاح في إدارة التداولات والصفقات، ولكن كثيرا ما يقع بعض المتداولين المبتدئين أو عديمي الخبرة في خطأ التركيز فقط على كسب الأرباح، باعتقادهم أن التداول هو وسيلة لتحقيق الكسب السريع فقط بدون وجود خطة لإدارة المخاطر، وذلك ما يؤدي بهم إلى خسارة أموالهم.

فهناك قاعدة شهيرة تقول بأنه على قدر المخاطرة تأتي الأرباح، ولكن ذلك لا يعني بالطبع زيادة المخاطر طمعًا في تحقيق المزيد من الأرباح، فحينئذ سوف يتحول التداول إلى مقامرة، ولكن لابد من البدء بالتركيز على حماية الموجود، ومن ثم البحث عن فرصة تحقيق الربح.

3. الصبر والانضباط

عند التحدث عن تعليم التداول للمبتدئين فلابد من التحدث عن الصبر والانضباط، فهما من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها من يرغب في أن يكون متداولاً ناجحًا،، فذلك ما يمكّنه من اتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة بدون تهور، ولا يوجد نهج أو استراتيجة ناجحة تعمل وتحقق الأرباح طوال الوقت، ولكن العنصر الأساسي للنجاح في التداول هو الصبر والانضباط بغض النظر عن طريقة استثماره، فالانضباط في وضع خطة للتداول ثم تنفيذها بالشكل المطلوب وفقًا للعوامل التي تحقق الأهداف من عملية التداول؛ فهذا هو ما يؤدي إلى النجاح في تحقيق الربح.

4. الموضوعية والحسم

من أهم الصفات التي تميز المتداول الناجح هو نظرته بشكل واقعي وموضوعي لسوق المال، وعلى هذا الأساس يمكنه وضع توقعات أقرب للواقع، واتخاذ قرارات استثمارية صحيحة، إلى جانب الإلمام لكل المعلومات التي يحتاج إليها من أجل تكوين صورة واضحة وحقيقية عن ما يرغب في تداوله، كما يجب على المتداول أن يتحلى بصفة الحسم والتنظيم في اتخاذ القرارات، فذلك هو ما يساعده على ترتيب استثماراته ومعرفة نسبة النجاح المحتملة في كل صفقة، فضًلا عن إمكانية تتبع نسبة الفشل ونسبة النجاح فيما يتعلق بإجمالي رأس المال.

كيفية تعليم التداول للمبتدئين

قبل البحث عن كيفية تعليم التداول للمبتدئين فقد يكون من الجيد قضاء بعض من الوقت في التعرف على تفاصيل التداول الضرورية لكل متداول مبتدئ أن يتعلمها، قد يجد بعض الأشخاص هذا الأمر معقدّا، ولكن المفتاح الرئيسي في تعلم التداول هو تعلم كل التفاصيل خطوة بخطوة وتقسيمها إلى عدة أقسام صغيرة حتى يتم التمكن منها، ويمكن البدء بالعناصر الأكثر أهمية لتعلمها عند التفكير في تعلم التداول، ومنها:

الإطار الزمني للتداول

فالحياة خارج الأسواق المالية مزدحمة للغاية، ولذلك فمن الضروري تنظيم الوقت عند البدء في التداول، ومعرفة الإطار الزمني المناسب لكل شخص، فمثلا سوق تداول الفوركس متاح على مدار اليوم لمدة خمسة أيام في الأسبوع ولكن قد تكون هذه الأوقات غير مناسبة للبعض، لذلك فمن الضروري معرفة الأوقات التي يمكن التفرغ فيها لمتابعة الأسواق المالية ومتابعة الأطر الزمنية التي يتم تحليلها لاتخاذ القرارات الهامة للتداول.

بعض المتداولين يقومون بمتابعة الرسوم البيانية والالتفاف بين الأطر الزمنية المختلف في أوقات عشوائية للبحث عن شيء ما، ولكن النظر إلى الأسواق بدون وجود هدف محدد قد ينتخي بالأمر إلى الشعور بالإحباط أو اتخاذ قرارات سريعة وغير صائبة، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف قدرة المتداول على صنع القرار أو زيادة فرص تعرضه للخسائر.

ما هي الأسواق التي يجب التركيز عليها خلال تعليم التداول للمبتدئين

بمجرد الاستقرار على الأطر الزمنية وجلسات التداول المناسبة للمتداول المبتدئ، فتأتي الخطوة التالي وهي تحديد الأسواق المالية التي يرغب في التداول عليها، وهي:

  • سوق تداول الفوركس.
  • سوق تداول المؤشرات العالمية.
  • سوق الأسهم الأوروبية.
  • سوق المملكة المتحدة.
  • سوق الأسهم الأمريكية.
  • سوق المعادن الثمينة.
  • سوق السلع الغذائية.
  • سوق تداول السندات.
  • سوق تداول مصادر الطاقة.
  • سوق الأسهم والصناديق الاستثمارية المتداولة ETF.

فمن الصعب تعليم التداول في كل هذه الأسواق معًا، ولذلك يجب وضع خطة لبدء تعليم التداول في سوق واحد أو سوقين فقط منهم، وذلك في بداية تعلم التداول للمبتدئين حتى يكتسب المبتدئ الثقة فيما تعلمه وما يستطيع فعله في هذه الأسواق، حينئذٍ يمكن البدء في تعلم المزيد من الأسواق الأخرى.

الأدوات المستخدمة في اتخاذ القرارات

غالبا ما يستخدم المتداولون التحليل الأساسي أو التحليل الفني أو مزيج منهما معًا في اتخاذ القرارات الخاصة بصفقات التداول سواء كانت بيع أو شراء، وهما من أهم الأدوات الأساسية في التداول وفهم سوق المال.

فالتحليل الفني هو عبارة عن دراسة مؤشرات التداول ومخططات الأسعار والنماذج الخاصة بالرسوم البيانية للأسهم أو غيرها من الأوراق المالية، ويوجد عدة أنماط مختلفة من الرسوم البيانية ومؤشرات التداول والتي يمكن تعلمها واستخدمها، والعديد منها متاح بشكل مجاني لمساعدة المبتدئين في تعلم تحديد اتجاهات السوق ونقاط التحول فيه.

أما التحليل الأساسي فيشير إلى دراسة أخبار الشركة والبيانات الاقتصادية لها بهدف تحديد الاتجاهات ومعرفة نقاط التحول المؤثر فيها، ويعتقد البعض أن التداول بالاعتماد على التحليل الأساسي يتطلب تعليمًا جيدًا في الاقتصاد قبل استخدامه لصنع القرار، ومع ذلك، فهناك العديد من مدونات التداول والمفكرات الاقتصادية التي من شأنها تقديم المساعدة في اتخاذ القرارات.

تقنية إدارة المخاطر المستخدمة لدخول الصفقات والخروج منها

ليس من الصعب فتح حساب التداول وإدخال أوامر البيع والشراء، فيمكن لأي شخص القيام بذلك، ولكن؛ تنفيذ الصفقات الناجحة والمربحة واحدة تلو الأخرى يتطلب الكثير من التدريب والمهارة الفائقة لذلك، ومن ضمنها مهارة إدارة المخاطر، فمعظم المتداولين قد لا يفكرون في كيفية الخروج من صفقة بعد دخولها من أجل زيادة المكاسب للحد الأقصى أو تقليل الخسائر، ومنهم من يختار التداول على العاطفة.

قد يكون ذلك خطأ فادح على المدى الطويل، لأن السوق معرض لحدوث أي شيء في أي وقت، ولذلك فمن الضروري استخدام المؤشرات والأدوات المتاحة على منصة التداول للحصول على المساعدة في إدارة الصفقات بأفضل صورة ممكنة.

كيفية متابعة أخبار السوق والتعرف على أحد الاستراتيجيات

إن الانخراط في عالم المال والاستثمار قد يساعد في سرعة التدرب على التداول وتعلمه، وخاصة مع معرفة كيف ينظر المحترفون إلى سوق المال وكيف يتم تحليله، ولذلك فمن الضروري الحصول على وسيلة تقدم للمبتدئ التقارير المالية لحظة بلحظة والأخبار اليومية للتداول وأهم المستجدات في سوق المال وآخر التحليلات الفنية والمؤشرات، حتى يكون على معرفة دائمة بالتغيرات في سوق المال وكيفية استخدام تلك التغيرات لتنفيذ صفقات ناجحة.

خطوات تعليم التداول للمبتدئين

تعلم التداول للمبتدئين يتطلب وعي الفرد بطرق التعلم، وما هي العناصر الأساسية التي يحتاج إليها، ويمكن تعلم التداول من الصفر من خلال خطوات أساسية وبسيطة، وهي:

القراءة

أفضل طريقة لتعلم التداول في الأسواق المالية المختلفة هي القراءة بقدر الإمكان حول كافة الموضوعات المتعلقة بالتداول وأسواق المال، فالتداول يتضمن بحرًا من التفاصيل والبيانات والمعلومات، ينصح بالتواصل مع المتداولين المحترفين الذين يقومون بجمع المعلومات وتقديمها للآخرين على هيئة دروس مفيدة، كما تتوافر العديد من مصادر التعلم عبر شبكة الإنترنت على هيئة دروس أو مقالات أو مقاطع مصورة، كما يمكن الاطلاع على تجارب المتداولين الآخرين في سوق المال والتي يتم نشرها في المنتديات والمواقع المختلفة والتي تتضمن بعض النصائح حول التداول الصحيح والأخطاء التي قد يقع فيها المبتدئون.

المشاهدة

قد تكون أفضل وسيلة تعليم التداول هي مشاهدة المتداولين في سوق المال، وكيف يتعاملون مع الظروف المختلفة للسوق بشكل مباشر، ويمكن ذلك من خلال حضور الندوات المباشرة التي يقوم المتداولون المحترفون باستضافتها، أو من خلال التواجد الفعلي مع المتداولين خلال جلسات التداول، إلى جانب مشاهدة جلسات التحليل الفني للمحللين في سوق المال، ومحاولة فهم خطوات إجراء التحليل الفني وما هي الركائز الأساسية للقيام بذلك.

الممارسة

في حين أنه من الضروري تعلم التداول من خلال الدورات التعليمية، إلا أن قدرة الفرد على تنفيذ ما تعلمه وممارسته بشكل فعلي يعد أهم ما في الأمر، فيمكن للمتداول المبتدئ إنشاء حساب تداول تجريبي من خلال أي من شركات التداول التي تتيح هذه الخدمة، حيث يقوم المتداول باتخاذ خطواته الفعلية الأولي في عالم التداول، والتي تساعده في زيادة مهاراته واختبار أفكاره وقدراته على إدارة التداول في بيئة حقيقية خالية من أي مخاطر.

التكرار

قد يبدو أن الأمر بسيطًا، ولكن مع تكرار قراءة المقالات التعليمية عن التداول، ومشاهدة الأداء الفعلي للمتداولين الحقيقيين، وممارسة التداول الفعلي من خلال حساب التداول التجريبي، سوف يتمكن المتداول من اكتساب عادات وأفكار ستتطور بشكل أفضل مع استمراره في ذلك، مما يمنحه فرصة أكبر لتحقيق النجاح على المدى الطويل، حتى مع بدء التداول الفعلي لا يجب أن يتوقف الفرد عن التعلم واكتساب المزيد من المهارات الجديدة، فعالم المال يتطور يومًا بعد يوم، ويستلزم مواكبة هذا التطور.

نصائح قبل تعلم التداول للمبتدئين

قبل دخول عالم التداول يجب معرفة أن التداول اليومي ليس بالأمر السهل كما يبدو، وليس من وسائل تحقيق الكسب السريع أيضا كما يظن بعض الأشخاص، وبالرغم من التحديات الضخمة والمخاطر الكبيرة التي يواجهها المتداولون بشكل يومي، إلا أن الكثير منهم يتخذ التداول اليومي كوظيفة ثابتة سواء كانت بدوام جزئي أو كامل، ولذلك فهناك عدد من النصائح التي يمكن أن تساعد في تحقيق المكاسب المرجوة من قضاء الكثير من الوقت في التداول، ومنها:

أولا: تعلم أسس التداول

المعرفة والعلم هما سلاح كل متداول، وقبل دخول عام التداول يحتاج الفرد لفهم طبيعة هذا السوق الذي يرغب في التعامل معه، ومعرفة أفضل المصادر التي تمده بالأخبار والبيانات، وكيفية التعامل معها بشكل صحيح والاستفادة منها بأقصى صورة، ثم الاتجاه إلى تعلم أسس التداول وآلية العمل وطريقة التنفيذ في أسواق المال المختلفة، ومن ثم البدء في التجربة والتي تعد أهم عنصر يوضح مدى فهم الشخص لما تعلمه وحجم قدرته على دخول هذا المجال والتعامل معه بشكل صحيح.

ثانيا: تحديد التحديات والمخاطر

التداول أو الاستثمار أو المضاربة ينطوي على العديد من المخاطر، وتحقيق المكاسب من التداول يعتمد على مدى قدرة المتداول على تحديد حجم المخاطر وكيفية تعامله معها، وكيفية إدارته لرأس المال بشكل صحيح، لذلك من الضروري تقبل فكرة المخاطرة والبحث عن الطرق الصحيحة للتعامل معها، فذلك يعد أولى الخطوات في طريق النجاح.

ثالثا: يعتمد التداول بصورة كبيرة على نفسية المتداول نفسه

فهو يتداول وفقًا لما يراه وما يفهمه وما يتناسب مع رؤيته، ولذلك يجب أن يعمل المتداول على تطوير أسلوبه باستمرار، واستخدام الأداة المالية التي يمكنه متابعة أخبارها وفهم تحركاتها وتحمل مخاطر التداول عليها، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن لأي شخص أن يتداول بمفرده، بل يجب أن يحصل على الاستشارات وأن يتابع تحليلات الآخرين ويناقشها، وأن يتعرف على مصادر مختلفة حتى تكون رؤيته أهم وأشمل، فمن الضروري أن يتشارك وجهات النظر ولكن يتداول وفقًا لما يفهمه فقط.

رابعًا: بدء التداول بالأموال التي تفيض عن الاحتياج فقط

فقد يستغرق الأمر فترة من الوقت حتى يتمكن المتداول المبتدئ من تحقيق عوائد ثابتة نوعًا ما من التداول، لذلك فإن الاستقطاع من المصروفات الأساسية أو بمبلغ كبير من الدخل الأساسي يعد مخاطرة كبيرة للغاية، فضلا عن تسبب ذلك في تشكيل ضغط نفسي كبير خلال التداولات، مما قد يؤثر بالسلب على اتخاذ القرارات، إلى جانب أهمية تعلم أن أحد أساسيات إدارة المخاطر المتعلقة بالتداول اليومي هو استخدام الأموال التي لن تسبب خسارتها حزنًا للمتداول، فذلك من مفاهيم تقبل المخاطرة، لذلك دائما ما ننصح باستخدام مبالغ صغيرة في بداية التداول على سبيل التجربة الأولية لفهم كيفية التعامل مع السوق المالي.

خامسًا: إنشاء استراتيجية خاصة للتداول وخطة لإدارة رأس المال

ولكي تكون الاستراتيجية والخطة ناجحة فلابد أن تتناسب مع الطبيعة الشخصية للمتداول، ومع أهدافه من دخول عالم التداول، ولابد أن تكون خطته واضحة وواقعية، وأن تكون قابلة للتنفيذ، وأن يكون المتداول نفسه قادرًا على تنفيذها بشكل فعلي، فالتداول بمثابة مشروع تجاري، وإعداد استراتيجية التداول بمثابة عمل دراسة الجدوى لهذا المشروع.

كيفية البدء في تداول الأسهم

الدخول في عالم التداول يتطلب إجراء بعض الخطوات البسيطة، كما يلي:

  • في البداية لابد من اختيار وسيط تداول موثوق وحاصل على التراخيص الحقيقية من الهيئات الرقابية بالأسواق المالية.
  • يتم إنشاء حساب للتداول، باستخدام البيانات الشخصية للمتداول.
  • إيداع الأموال المراد استثمارها في تداول الأسهم في المحفظة الاستثمارية للمتداول.
  • اختيار استراتيجية التداول المناسبة للمستثمر.
  • تحديد الأسهم المراد شراؤها لبدء التداول.
  • وضع المخطط الزمني الملائم للأهداف الاستثمارية المراد تحقيقها.
  • التأكد من استخدام المبلغ المناسب لتحقيق تلك الأهداف.
  • البدء في متابعة جلسات التداول وتنفيذ الصفقات.

ليس من الضروري أن يكون الفرد محللاً ماليًا أو خبيرًا اقتصاديًا لكي يبدأ طريقه في عالم التداول وكسب الأرباح، ولكن كل ما يتطلبه الأمر وجود الإرادة الخالصة والرغبة الملحة في التعلم والنجاح في ذلك، ومع وجود العديد من مصادر تعليم التداول للمبتدئين لم يعد الأمر صعبًا، فكل فرد يمكنه الآن دخول عالم التداول بخطى واثقة.