يتساءل العديد من الناس عن كيفية شراء اسهم في البورصة وبدء الاستثمار بشكل فعلي، فمع الزيادة الكبيرة في أعداد المستثمرين أصبح هناك طرق متعددة لشراء الأسهم، فلم يعد الأمر مقتصرا على الشراء المباشر من البورصة، ولكن يمكن الآن شراء الأسهم عن طريق شبكة الإنترنت أو من خلال وسيط مالي، فسوق تداول الأسهم من أكبر الأسواق المالية في مختلف أنحاء العالم.
محتويات
الفرق بين أسواق الأسهم المختلفة
قبل التحدث عن كيفية شراء اسهم في البورصة لابد أولا من فهم الفروق بين الأسواق المالية في العالم. فهناك بورصات أسهم محلية، وهي البورصة الخاصة بكل دولة، مثل بورصة الأسهم السعودية أو بورصة الأسهم الكويتية، وغيرها. وهي التي يطرح فيها أسهم الشركات المحلية في كل دولة للاكتتاب العام والتداول. ولكن لا يمكن تداول الأسهم العالمية في أي من البورصات المحلية. ولذلك كثيرا ما يتجه كبار المستثمرين إلى شراء الأسهم في البورصات العالمية.
أما البورصات العالمية فتختلف بحسب المنطقة الجغرافية في العالم، فمثلا البورصة الأمريكية أو البورصة الأوروبية أو البورصة الشرق أسيوية، وهم البورصات العالمية الأشهر في العالم، ويتم فيها تداول أسهم جميع الشركات العالمية، حيث تقوم كبرى الشركات في العالم بطرح أسهمها في البورصات العالمية من أجل ضخ أموال المكتتبين لصالحها، وعادة ما تتسم البورصات العلمية بنسبة سيولة أعلى وبفرص استثمارية أكبر من البورصات المحلية.
الفرق بين شراء اسهم في البورصة والمضاربة والاكتتاب
من الأسئلة الشائعة عن كيفية شراء اسهم في البورصة أيضا ما هو الفرق بين الشراء والمضاربة، ويكمن الفرق فيما يلي:
1. شراء الأسهم
شراء اسهم في البورصة يعني امتلاك الأسهم والاحتفاظ بها بغرض الاستثمار طويل المدى. وذلك يعني فتح مركز شراء على الأصل المستهدف، ومن ثم تنفيذ الشراء والاحتفاظ به والاستفادة بنسبة سنوية من أرباح الشركة. ويمكن بيعه مرة أخرى حين يتحرك السوق ويرتفع سعر السهم والاستفادة من فارق السعر بين وقت الشراء والبيع.
2. المضاربة في الأسهم
المضاربة في الأسهم تعني فتح مركز شراء أو بيع عن طريق أحد منصات التداول المرخصة والتي تقدم خدمة تداول عقود الفروقات، حيث يكمن الفرق بين شراء الأسهم والمضاربة على أسعارها في طريقة التعامل مع الأصول المالية.
فخلال المضاربة على أسعار السهم يكون المضارب أكثر مرونة في التعامل مع الأسعار بسبب عدم امتلاكه الفعلي للسهم أو العقد الحقيقي، وإنما يقوم بفتح مراكز الشراء والبيع على الأسعار فقط، وفي هذه الحالة يتمكن المضارب من تحقيق المكاسب من تحركات الأسعار في كافة الاتجاهات سواء الصعود أو الهبوط، ولكن بشرط معرفة كيف يحدد أوامر الشراء أو البيع بشكل صحيح ودقيق.
3. اكتتاب الأسهم
الاكتتاب في الأسهم يقتصر على الشركات. حيث تقوم شركة ما بطرح حصة من ملكيتها على هيئة أسهم في سوق المال العام. ومن ثم يصبح للأفراد والمؤسسات قادرون على امتلاك هذه الأسهم من خلال الشراء أو التداول عن طريق إعادة بيع الأسهم. وبذلك تتمكن الشركة من ضخ المزيد من رأس المال عن طريق أموال المكتتبين في هذه الأسهم. ويصبح للمكتتبين حصة في رأس مال الشركة بصورة رسمية بقدر ما تمثله قيمة كل سهم.
كيفية شراء اسهم في البورصة
بدء الاستثمار في الأسهم يتطلب وجود حساب استثماري ومحفظة استثمارية. لذلك عند السؤال عن كيفية شراء اسهم في البورصة تكون الخطوة الأولى هي العثور على شركة وساطة مالية موثوقة ومرخصة. بحيث تكون حلقة الوصل بين المتداول وبورصة الأسهم، حيث يقوم الوسيط المالي بتنفيذ كافة الخطوات التي يحتاج إليها المتداول في فتح حساب التداول ومن ثم تنفيذ الصفقات وتحويل الأرباح إلى المحفظة الاستثمارية وما إلى ذلك، ويمكن ترتيب خطوات شراء اسهم في البورصة على النحو التالي:
- فتح حساب التداول في إحدى شركات الوساطة المضمونة في السعودية، مثل مؤسسة الراجحي المالية، أو شركة FXDD، أو شركة دراية المالية، أو شركة icm capital أو غيرها.
- يتم تفعيل الحساب باستخدام رقم الهوية الوطنية، وبعض البيانات الشخصية.
- بعد فتح حساب التداول تأتي خطوة إيداع رأس المال المراد استثماره في شراء اسهم في البورصة من خلال الحساب البنكي أو البطاقة الائتمانية أو غير ذلك من وسائل الإيداع التي توفرها شركة الوساطة المالية.
- يقوم المستثمر بالدخول إلى منصة التداول التي توفرها شركة الوساطة المالية والتأكد من توافر الأسهم التي يرغب في شرائها باستخدام رمز التداول الخاص بكل سهم.
- يتم تحديد عدد الأسهم المطلوبة، ومن ثم إدخال أوامر الشراء، وسوف تتولى شركة الوساطة المالية تنفيذ أوامر الشراء وتحويل الأموال. وتأكيد إضافة الأسهم في المحفظة الاستثمارية للعميل.
- يصبح العميل قادرا على التداول في الأسهم أو الاحتفاظ به في محفظته الاستثمارية لحين ارتفاع سعرها أو الاستفادة من توزيعات الأرباح السنوية على المساهمين.
نصائح قبل شراء اسهم في البورصة
بعد معرفة كيفية شراء اسهم في البورصة لابد من معرفة بعض النصائح التي قد تساعد المبتدئين بشكلٍ خاص في هذا العالم الجديد، ومن أهمها ما يلي:
- عند اختيار شركة الوساطة المالية لابد من اختيار الشركة التي تدعم اللغة العربية في خدماتها. حتى يسهل على كل شخص فهم الخدمات التي تقدمها الشركة والحصول على دعم خدمة العملاء. وكذلك سهولة استخدام منصة التداول في الشركة وفهم الأوامر وسهولة إدخالها.
- كذلك لابد من اختيار الشركة التي توفر بيانات واضحة عن مقر الشركة والذي يمكن زيارته بشكل مباشر للتأكد من مدى موثوقيتها. والاطلاع على التراخيص الحاصلة عليها.
- ينصح بالتنوع في شراء اسهم في البورصة وعدم وضع رأس المال بالكامل في شراء أسهم شركة واحدة. فالتنويع في المحفظة الاستثمارية يضمن مواجهة حجم مخاطر أقل مع تعدد مصادر الأرباح. فضلا عن ضمان حجم أقل للخسائر في حالة تعرض أي شركة إلى تقلبات أو خسائر فلا يخسر المستثمر أمواله بالكامل.
- كما ينصح أيضا بضرورة معرفة كل البيانات المالية الخاصة بالشركة المراد الاستثمار في أسهمها. حتى يمكن فهم الوضع المالي للشركة وحجم أرباحها في سوق المال.
- لابد من متابعة أخبار الشركة التي تم شراء أسهمها بشكل دوري. والبقاء في حالة اطلاع دائم لكل ما هو مستجد في أداء ونتائج الشركة. حتى يمكن للمستثمر اتخاذ القرارات المناسبة التي تخدم استراتيجيته في الوقت الحاسم إذا ما تعرضت الشركة لأي تقلبات أو خسائر.
- من الضروري أن يقرأ المتداول المبتدئ ويتعلم أسس التحليل الأساسي والتحليل الفني للأسهم. وأن يتعلم كيفية قراءة الرسوم البيانية للأسهم حتى يتمكن من متابعة الأسهم بشكل دقيق واتخاذ القرارات الصارمة. خاصة بالنسبة للمستثمرين على المدى القصير أو المضاربين.
- لابد لكل متداول أن يدرك احتواء سوق تداول الأسهم على العديد من المخاطر التي تتفاوت حدتها بين الحين والآخر بحسب تقلبات السوق وتغير المؤثرات الخارجية والداخلية في سوق المال، ولذلك يجب أن يكون قادرا على مواجهة هذه المخاطر وتحمل الخسائر إن وجدت، والقدرة على النهوض بعد الخسارة واستئناف المحاولة.
كما يجب أن تكون القرارات الصادرة عند شراء اسهم في البورصة أو بيعها نابعة من العقل والمنطق وبعد دراسة وتحليل لحالة السوق، وليست نابعة من المشاعر أو الانفعالات المؤقتة.