الأسهم هي إحدى وسائل التمويل للشركات، وهي تمثل نصيب الفرد في ملكية الشركة، وعادة ما تلجأ الشركات والمؤسسات إلى طرح أسهمها في السوق المالي لمن يرغب في استثمار مدخراته في شراء الأسهم بهدف جمع مبلغ من المال لخدمة أهداف الشركة في تحقيق التدفق النقدي سواء كان لتنفيذ مشروعات إضافية أو سداد ديون الشركة أو غير ذلك، ولكن قبل تعلم طريقة التداول في الاسهم لابد من دراسة الشركة بشكل دقيق لمعرفة أهم المميزات وكافة العيوب والمخاطر التي تحيط بها، وذلك لضمان عدم خسارة رأس مال وكذلك لتجنب الوقوع في الشركات الوهمية.
محتويات
كيف يتم التداول في الاسهم
يوجد أكثر من طريقة التداول في الاسهم والاستثمار سواء بشكل فردي مباشر أو عن طريق الصناديق الاستثمارية المتداولة والتي عادة ما تجمع أسهم أكثر من شركة في قطاع اقتصادي واحد، وهو ما يحقق التنوع في الاستثمار وتقليل حجم المخاطر المحتملة، ويتم التداول في الاسهم على النحو التالي:
شراء الأسهم وبيعها:
هناك من يفضل الاستثمار في الأسهم بشكل فردي، ويتم ذلك من خلال شراء أسهم معينة ثم إعادة بيعها بسعر أعلى لتحقيق الربح، ويفضل في هذه الحالة الاستعانة بوسيط مالي أو مستشار مالي للحصول على المساعدة في اختيار الأسهم المناسبة، ويتم ذلك من خلال التعامل مع وسيط مالي عبر شبكة الإنترنت وهو الأكثر شيوعا، أو أحد السماسرة التقليديين في البورصة، أو الاستعانة بمستشار مالي حيث يقوم بشراء وبيع الأسهم بالنيابة عن المستثمر في مقابل نسبة عمولة محددة.
الاستثمار في صناديق الاستثمار:
وهو عبارة عن استثمار جماعي، حيث يقوم عدد من المستثمرين بوضع أموالهم في أحد صناديق الاستثمار التي تعتمد على الاستثمار في الأسهم أو العقارات أو السندات أو غيرها من الأصول المالية، ويتم إدارة صندوق الاستثمار من خلال البنوك وهي الأفضل، أو من خلال وسيط مالي عبر الإنترنت، أو سمسار تقليدي في البورصة.
وتعد طريقة التداول في الاسهم عبر صناديق الاستثمار من الطرق التي تضمن حجم مخاطر أقل، حيث تعتمد على التنوع في الأصول المالية وبالتالي تواجه نسبة أقل من الخسائر في حالة انخفاض أحد الأصول في الصندوق، كما تضمن أيضا معدل أرباح ثابتة بشكل سنوي طوال فترة عمل الصندوق.
طريقة التداول في الاسهم
لا يقتصر التداول في الاسهم على فئة معينة من الناس، فأي شخص يمكنه بدء استثماره الصغير في بورصة تداول الأسهم، بشرط أن يمتلك من المعرفة والمعلومات عن طريقة التداول في الاسهم ما يؤهله إلى فهم آلية سوق المال وكيفية التعامل معه لتحقيق الربح، ويتم بدء تداول الأسهم عن طريق الخطوات التالية:
- الخطوة الأولى في طريقة التداول في الاسهم هي إنشاء حساب استثماري وفتح محفظة تداول أسهم، ويتم ذلك بكل سهولة عن طريق وسيط مالي عبر الإنترنت، فيمكن بكل سهولة العثور على شركة وساطة مالية موثوقة ومضمونة في سوق المال، والتأكد من موثوقيتها وتراخيصها من خلال مراجعة الموقع الإلكتروني لها والاطلاع على تقييمات العملاء وتجاربهم مع الشركة.
- بعد فتح الحساب الاستثماري وإيداع رأس المال المراد استثماره، يتم إنشاء محفظة أسهم، بحيث يتم إضافة الأسهم فيها بعد شرائها. وذلك بعد مراجعة أفضل الأسهم في سوق المال والاختيار من بينها. من خلال منصة التداول التي توفرها شركة الوساطة المالية، فيتم إدخال أوامر الشراء وإضافة الأسهم المختارة.
- بعد ذلك يمكن للمتداول متابعة التغيرات في سوق المال واتخاذ القرارات التي تخدم استثماره. سواء بإعادة بيع الأسهم أو الاحتفاظ بها كاستثمار طويل الأجل، أو شراء المزيد من الأسهم. أو اختيار أسهم شركات أخرى لتحقيق التنوع في المحفظة الاستثمارية. فمن خلال متابعة طريقة التداول في الاسهم يتم اكتساب الخبرة التي تساعد المتداول في تنفيذ صفقات تداول ناجحة.
ما الذي يحدد أسعار التداول في الاسهم
بشكلٍ عام، تتقلب أسعار أسهم الشركات بصورة مستمرة، كما تتأثر أيضا بأداء الشركة ومعدل ربحها، فضلا عن الحالة العامة للسوق وموقف المستثمرين تجاه الشركة، ولذلك فيجب على المستثمرين والمتداولين الذين يرغبون في فهم طريقة التداول في الاسهم وفهم السوق بصورة أفضل تساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل عند اختيار الأسهم أن يكونوا على دراية بالعوامل التي تؤثر في أسعار الأسهم. وفقا لذلك، يمكن للعوامل التالية أن تساعد المستثمرين في فهم سوق تداول الأسهم بصورة أفضل، وهي:
العرض والطلب
فالعامل الرئيسي الذي يؤثر في أسعار الأسهم هو حجم العرض والطلب في سوق المال، وهو أهم ما يجب فهمه عند معرفة طريقة التداول في الاسهم، فالعرض هو حصة الأسهم المتاحة للتداول، والطلب هو حجم المستثمرين الراغبين في تداول الأسهم، ففي حالة انخفاض المعروض من أسهم إحدى الشركات مع ارتفاع الطلب عليها فينتج عن ذلك ارتفاع سعر السهم، بينما يؤدي انخفاض الطلب على السهم مع ارتفاع المعروض منه إلى انخفاض سعر السهم.
فحين تظهر بعض الأخبار عن قوة أداء شركة ما أو توقعات تحقيقها للنمو. فذلك يؤدي إلى ارتفاع الطلب على أسهمها وبالتالي ارتفاع سعر السهم. من جهةٍ أخرى تؤدي التوقعات السلبية والأخبار السيئة إلى انخفاض حجم الطلب على سهم شركةٍ ما. وبالتالي تقل احتمالات شراء المستثمرين للأسهم وتزداد احتمالية بيعها. وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة حجم المعروض وبالتالي انخفاض سعره.
أداء الشركات وتمويلها
تتأثر علاقة العرض والطلب في سوق الأسهم بعدد من العوامل، وأهمها أداء الشركات وتمويلها، حيث يُفرض على الشركات المتداولة أن تقوم بنشر تقارير بصفة دورية تشتمل على معدل الأرباح الأخيرة لها وكذلك التدفقات النقدية في الوقت الحالي والتوقعات المستقبلية حول أداء الشركة.
هذه التقارير هي من أهم ما يجب الاطلاع عليه عند تعلم طريقة التداول في الاسهم وكيفية اختيار الأسهم المناسبة للتداول. فقد تؤثر هذه التقارير وأداء الشركة في الفترة اللاحقة. لإصدار هذه التقارير تأثيرا مباشرا على حجم العرض والطلب على أسهم الشركة. فإذا سار أداء الشركة في اتجاه جيد فسوف يزداد الطلب على أسهمها. أما الأداء السيء فسوف يؤدي إلى تراجع الطلب عليها وبالتالي انخفاض سعر السهم.
توزيعات الأرباح
لا شك أن توزيع الشركة لأرباح المساهمين من أهم العوامل التي يجب النظر إليها عند فهم طريقة التداول في الاسهم واختيار الأسهم التي تحقق دخلا إضافيا للمتداول فيها، من جهةٍ أخرى تؤثر الإعلانات الخاصة بتوزيع الأرباح على أسعار تداول الأسهم، فإن كانت قيمة الربح أعلى من القيمة المتوقعة فتزداد أسعار الأسهم بعلاقة طردية، والعكس أيضا صحيح.
الحالة الاقتصادية
تمر الأسواق المالية بفترات من الركود أو الازدهار الاقتصادي، وتميل أسعار الأسهم نحو الارتفاع في فترات الازدهار. والعكس أيضا صحيح، حيث تميل إلى الانخفاض في فترات الركود. كما أن أسعار الفوائد أيضا تؤثر على أسعار الأسهم. فعادة ما يبحث المستثمرون عن الأصول التي تحقق أفضل عوائد حتى وإن اتسمت بمخاطر أعلى. مما يؤدي إلى ارتفاع التدفقات في سوق الأسهم، وعلى العكس حين تكون أسعار الفوائد أعلى. فيأخذ المستثمرون حجم المخاطر الأقل حتى وإن كانت بأسعار أعلى. وذلك هو ما يؤدي إلى حالة التضخم التي تؤثر على القوة الشرائية في السوق وبالتالي تؤثر في أسعار تداول الأسهم.