يزداد اتجاه المستثمرون في السنوات الأخيرة إلى التجارة بالعملات الاجنبية في العراق أو ما تعرف باسم تجارة الفوركس، فذلك السوق يتسم بسرعة التطور، ولذلك فهو الاختيار الأنسب بالنسبة للمبتدئين في عالم التداول، فالعديد من الوسطاء الماليين والمؤسسات الكبرى تعتبر بمثابة كيانات اقتصادية تمنح المستمرين القدرة على شراء وبيع العملات الأجنبية كالدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني واليورو وغيرها، فسوق الفوركس يسمح بتداول الأوراق المالية باستخدام أي عملة بالاعتماد على استراتيجية التداول الخاصة بكل مستثمر، وبفضل هذا القدر من المرونة من حيث السوق والوقت، فالفوركس يمنح المستثمرين مميزات وفرص ضخمة جدا بالمقارنة مع الأسواق المالية الأخرى.
محتويات
ما هي التجارة بالعملات الاجنبية في العراق
يعتمد سوق الفوركس على عملية التداول أو المضاربة على تحركات الأسعار لكل العملات الأجنبية الرئيسية والثانوية في سوق المال. والهدف من ذلك هو تحقيق الأرباح، حيث يتم إجراء العديد من عمليات تحويل العملات في سوق الفوركس من أجل الاستخدام الحقيقي وليس فقط لتحقيق الربح، ومع ذلك فيمكن لكل المتداولين القيام بالمضاربة على تحركات أسعار تلك العملات وتحقيق الاستفادة من تلك التحركات.
سوق التجارة بالعملات الاجنبية في العراق بل وفي العالم كله هو سوق مفتوح على مدار الساعة طوال اليوم، وبالتالي يمكن التداول في أي وقت على مدار 24 ساعة، مما يزيد من حجم الفرص التي يمكن اقتناصها لتحقيق الأرباح.
يتميز سوق العملات الأجنبية بأنه الأكثر سيولة، فعلى الرغم من كون معظم العملات قابلة للتداول والصرف، إلا أن غالبية المتداولين يلتزمون عادة بالعملات الرئيسية الثمانية، والتي تتمتع بأكبر قدر من الوفرة والسيولة، حيث أن حجم العرض والطلب عليها في حالة مستمرة طوال الوقت، وهو ما يتيح الفرصة للحصول على أفضل سعر ممكن مع تجنب الانزلاقات السعرية.
كيف يتم تداول العملات الأجنبية
تعتمد التجارة بالعملات الاجنبية في العراق على شراء زوج عملات بسعر معين وهو سعر الطلب أو السعر الأعلى، كشراء زوج اليورو/ دولار على سبيل المثال، حيث يتم شراء عملة اليورو ودفع الثمن بعملة الدولار، ثم الخطوة التالية هي بيع زوج اليورو/ دولار بسعر العرض أو السعر الأقل، حيث يتم بيع اليورو والحصول على الدولارات الأمريكية في مقابلها، وذلك بسعر العرض.
الخلاصة أنه يتم شراء زوج العملات بالسعر الأعلى ثم بيعها بالسعر الأقل حتى يتم كسب السبريد لصالح وسيط الفوركس بدلا من دفع العمولات أو الرسوم.
فالمستثمر حين يقوم بشراء زوج اليورو مقابل دولار أمريكي، فإنه يقوم بشراء العملة الأساسية بعملة اليورو ثم بيعها بعملة الدولار الأمريكي، أما حين يقوم بالبيع فإنه يفعل العكس، فالأمر هنا يعتمد على شراء عملة واحدة وبيع العملة الأخرى، فمن السهل بيع أي عملة مقابل عملة أخرى وتحقيق الاستفادة من الاتجاه الهبوطي للعملة في عملية الشراء.
حين يقوم التاجر بالدخول أو الخروج من مركز، فإنه يقوم بشراء سعر الطلب الأعلى ثم البيع بالسعر الأقل وهو سعر العرض، وذلك لأن الفارق السعري بين سعر العرض وسعر الطلب هو مقدار الربح الذي يحققه الوسيط من إجراء المعاملات بين المشترين والبائعين كبديل عن فرض عمولة مثل عمولات السمسرة في البورصات الأخرى.
مميزات التجارة بالعملات الاجنبية في العراق
كما أشرنا سابقا أن سوق الفوركس يعد أكبر الأسواق المالية في العالم. وذلك لأنه يوفر العديد من المميزات للمستثمرين والتي قد لا تتوافر في معظم الأسواق المالية الأخرى. ولكن في مقابل ذلك فهو أيضا يتسم بقدر عالٍ من المخاطرة. إلى جانب بعض السلبيات الأخرى التي لابد من التعرف عليها قبل الانغماس في ذلك السوق الضخم وبدء التجارة بالعملات الاجنبية في العراق.
مميزات تجارة الفوركس
- المرونة: حيث يوفر سوق الفوركس قدر كبير جدا من المرونة للمستثمرين. فلا يوجد أي قيود على حجم الأموال المستخدمة في التداول. ولا يوجد قواعد تنظيمية للعمل في هذا السوق. فضلا عن كونه يعمل على مدار 24 ساعة في اليوم. وهو ما يتيح لكافة الأشخاص الاستثمار في سوق الفوركس في أوقات المساء والليل أو في عطلات نهاية الأسبوع.
- الشفافية: بقدر ضخامة هذا السوق وأنه يعمل في كافة المناطق الزمنية. فإن كافة المعلومات التي تتعلق بجميع أسواق الفوركس في العالم دائما ما تكون متاحة وبكل سهولة. فلا يوجد أي بنك مركزي أو دولة محددة يمكنها السيطرة على هذا السوق أو التلاعب بتحركات الأسعار.
- تعدد خيارات التداول: حيث يوفر سوق الفوركس العديد من الخيارات والمئات من أزواج العملات للتداول. إلى جانب خيار التجارة الفورية أو الاتفاقيات المستقبلية. كما يتوفر خيار العقود الآجلة بأزمنة مختلفة تلبي جميع احتياجات المتداولين. وبالتالي فسوق الفوركس يوفر خيارات تناسب كل مستثمر وكل ميزانية لكل من يرغب في تجربة التجارة بالعملات الاجنبية في العراق.
- انخفاض مصاريف التحويلات: فسوق الفوركس يوفر بيئة استثمارية منخفضة التكاليف في المعاملات بالمقارنة مع الأسواق المالية الأخرى. وذلك لأن سوق الفوركس يعتمد في تشغيله على كبار التجار الذين يقدمون عروض أسعار ثنائية الاتجاه بعد أن يحجزوا السبريد لأنفسهم بغرض تغطية المخاطر، ولذلك تعتبر الوساطة النقية في اللعب منخفضة القيمة بشكل كبير في أسواق الفوركس.
عيوب تجارة الفوركس
بالرغم مما يحتويه هذا السوق من مزايا ضخمة، إلا أنه لا يخلو من العيوب أيضا، ومنها:
- ارتفاع المخاطر: فالفوركس هو سوق دولي، مما يجعل تنظيمه من الأمور الصعبة. لأنه يتعلق بسيادة العملات الرئيسية. وهو ما يؤدي إلى خلق سيناريو ينتج عنه صعوبة تنظيم سوق الفوركس. فلا يوجد أي بورصة مركزية تضمن أن يتم تنفيذ الصفقات في سوق الفوركس بدون مخاطر. لذلك أول ما يجب على كل المستثمرين إدراكه عند دخول هذا السوق هو حجم المخاطر الافتراضية التي يمكن مواجهتها.
- مخاطر الرافعة المالية: فسوق الفوركس يوفر الرافعة المالية بأقصى قدر متاح في الأسواق المالية. ومصطلح الرافعة المالية في حد ذاته يشير إلى الكثير من المخاطر. ونسبة مديونية تصل إلى 30 ضعف. في الواقع لا يوجد حد لمقدار الحركة التي قد تحدث في سوق الفوركس في توقيت معين. فقد يتعرض أي متداول إلى خسارة كل استثماراته في طرفة عين إذا ما وضع رهانات باستدانة عالية. عادة ما يقع المبتدئون في ذلك الخطأ لأنهم لا يدركون حجم المخاطر التي تسببها الرافعة المالية. وهذا تحديدا ما يجب معرفته جيدا قبل بدء التجارة بالعملات الاجنبية في العراق.
خطوات البدء في التجارة بالعملات الاجنبية في العراق
إن عالم الاستثمار في العملات الأجنبية يعتبر من أهم وأكبر أنواع الاستثمار في العالم. فسوق تداول العملات الأجنبية هو الأضخم على الإطلاق من بين الأسواق المالية. والأكثر سيولة والأكبر من حيث حجم التداول اليومي. ولذلك يتجه معظم المستثمرين إلى بدء التجارة بالعملات الاجنبية في العراق لكونها من الاستثمارات الرابحة إذا ما أدرك المستثمر أسرارها ومحاذيرها. ولكي يتمكن أي شخص من بدء تجارته الخاصة فلابد له من الحصول على حساب تداول من خلال إحدى شركات الوساطة المالية. حيث يتم فتح الحساب على النحو التالي:
- اختيار أفضل شركة تداول في العراق موثوقة ومرخصة من هيئات الرقابة المالية في العالم، ثم البدء في إجراءات فتح حساب التداول.
- من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بشركة التداول يتم تحميل النموذج الخاص بفتح الحساب.
- يتم تعبئة نموذج فتح الحساب من خلال إدخال البيانات المطلوبة، والتي تتضمن اسم العميل ورقم الهاتف الجوال وعنوان الإقامة، إلى جانب عنوان البريد الإلكتروني الخاص، ورقم الحساب المصرفي.
- يتم زيارة أي من البنوك الرسمية في العراق من اجل المصادقة على توقيع العميل وتقديم نسخة من جواز السفر الخاص به، وتشمل هذه البنوك (البنك الأهلي العراقي – مصرف الخليج التجاري – بنك المنصور للاستثمار – بنك الإقليم التجاري للاستثمار والتمويل – مصرف الجنوب الإسلامي للاستثمار والتمويل).
- الخطوة التالية تتمثل في متابعة إرسال المستندات المطلوبة في نموذج التعبئة من خلال البريد الإلكتروني إلى شركة التداول.
- بمجرد تأكيد البيانات من قبل شركة التداول وفتح الحساب الاستثماري، سوف تقوم الشركة بإرسال رسالة بريد إلكتروني إلى العميل لتأكيد فتح الحساب، وإرشاده في اتباع الخطوات التالية لبدء استخدامه وفتح الصفقات.
معايير اختيار شركة التجارة بالعملات الاجنبية في العراق
عند اختيار أفضل شركة تعمل في مجال التجارة بالعملات الاجنبية في العراق فهناك بعض المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل بدء الاستثمار مع أي شركة، فلابد أن نتفق أن المعايير المناسبة للتجارة الآمنة والتي تتوافر فقط في منصات التداول الموثوقة في العراق هي:
- أن تكون شركة التجارة بالعملات الاجنبية في العراق مرخصة دوليا من هيئات رقابة مالية قوية في أسواق المال العالمية.
- يجب التأكد من قيام الشركة بفصل أموالها عن الأموال الخاصة بالعملاء في حسابات منفصلة.
- اختيار الشركة التي توفر حسابات إسلامية للتداول والاستثمار، بحيث يضمن ذلك النوع من الحسابات إجراء الصفقات بشكل متوافق مع الشريعة الإسلامية وبدون وجود شبهات ربوية.
- التأكد من توفير الشركة خدمة العملاء والدعم الفني باللغة العربية، ذلك لسهولة التواصل والحصول على المساعدة.
- أن تسهل الشركة عمليات الإيداع والسحب من خلال توفير وسائل متنوعة تتناسب مع مختلف العملاء.
- أن توفر الشركة آليات سريعة لتنفيذ أوامر التداول، إلى جانب توفير فروق سعرية ضيقة.
- من أهم الأمور التي يجب الحرص عليها هو معرفة سمعة شركة التداول بين المستثمرين في الأسواق المالية. ومتابعة التقييمات الخاصة بالشركة وتجارب العملاء مع الشركة ومدى رضاهم عنها.
أسباب اختيار حساب التداول الإسلامي في العراق
يهدف المستثمرون في دول الشرق الأوسط وفي العراق إلى بدء تجارتهم الخاصة باستخدام حسابات تداول إسلامية عن طريق شركة الوساطة المالية التي يقومون بتنفيذ صفقاتهم من خلالها. والسبب في تفضيل المستثمرين المسلمين على وجه التحديد لهذا النوع من حسابات التداول هو وجود نظام للتعاملات المالية يتيح لهم إمكانية الاستثمار وفقا للمبادئ والأحكام الخاصة بالشريعة الإسلامية. حتى تكون جميع أموالهم وأرباحهم المكتسبة من التداول خالية تماما من أي شبهة فوائد محرمة.
نظرا لأن فوائد البنوك وأموال القروض تحتوي على نسبة من الربا. فذلك هو السبب في تحريم الشريعة الإسلامية للتعامل مع أموال البنوك. ولإن معظم شركات التداول تعتمد على القروض البنكية في تعاملاتها فإن معظم المعاملات المالية الخاصة بها تحتوي على أموال الربا. إلا حسابات التداول الإسلامي التي تكون بعيدة عن تلك المعاملات.
السبب الآخر هو أن شركات الوساطة المالية تفرض على المستثمرين عمولات يومية إضافية من أجل تبييت الصفقات إلى اليوم التالي. حيث يتم احتساب عمولات فوائد على كل صفقة مفتوحة بعد الساعة الثانية عشر من منتصف اليوم. وتعرف باسم عمولة التبييت أو السبريد، وقد تكون بالموجب أو بالسالب على حساب التداول. ولكن في حالة التداول بالحساب الإسلامي لا يحق للشركة فرض أي عمولات تبييت للصفقات أو الخصم من حساب المتداول.