مؤشر القوة النسبية RSI هو أحد الأشكال المستخدمة بشكل واسع في التحليل الفني، حيث يساعد المتداولين في الأسواق المالية المختلفة على اتخاذ قراراتهم بشأن التداول وتحديد الأوقات المناسبة لدخول الصفقات والخروج منها، فالمؤشرات الفنية هي مجموعة من الرسومات البيانية والتي يتم حسابها من خلال المعادلات الرياضية التي تعتمد على بيانات السعر، ويتم الاعتماد عليها في متابعة حركات تغيرات الأسعار في الأسواق المالية وتوقع اتجاهاتها المستقبلية.
محتويات
تعريف مؤشر القوة النسبية RSI
مؤشر القوة النسبية RSI هو اختصار للاسم الإنجليزيRelative Strength Index، يعتبر أكثر المؤشرات التي يتم استخدامها من قبل المتداولين في مختلف الأسواق المالية، سواء كان سوق تداول العملات الأجنبية أو الأسهم أو العقود الآجلة لكي يساعدهم في إنشاء استراتيجياتهم الخاصة للتداول في مختلف الأسواق المالية.
وكان “ويلز ويلدر” وهو مهندس وعالم في الرياضيات قد قام بتطوير هذا المؤشر عام 1978م، وقام بنشره في مجلة “Future”وهي مجلة متخصصة في نشر كل ما يخص سوق العقود الآجلة، كما نشره في كتاب خاص به باسن “New Concepts in Technical System.
وكان “ويلدر” يعمل في مجال العقارات في بداية حياته العملية، وبعد أن خرج من شركته بدأ في التداول بمدخراته في سوق الأسهم بقيمة مائة ألف دولار، وخلال تلك الفترة كان يبحث عن الأدوات الموثوقة التي تساعده في تحديد اتجاهات تحقيق الأرباح، ومن خلال خبراته وأبحاثه في مجال الرياضيات تمكن من التركيز على أدوات التحليل الفني للتداول والتي كان من ضمنها مؤشر القوة النسبية.
كيفية عمل مؤشر القوة النسبية RSI
يعتمد مؤشر القوة النسبية على قياس التغيرات التي تحدث في سعر أحد الأصول خلال فترة الأربعة عشر، والتي تتضمن أربعة عشر يوما للجداول اليومية، وأربعة عشر ساعة لجداول الساعات، وما إلى ذلك.
تعمل الصيغة على قسمة متوسط الربح الذي كان يحققه السعر خلال ذلك الوقت مع متوسط الخسارة التي واجهها. ومن ثم يتم رسم هذه القوة من خلال مقياس نطاق الإعدادات من 0 حتى 100.
كما وضحنا سابقا أن مؤشر القوة النسبية RSI هو عبارة عن مؤشر لسرعة وكمية الحركة في سعر الأصول. ولذلك فهو من ضمن أدوات التحليل الفني للتداول والتي تعمل على قياس المعدل الذي تحدث به تغيرات الأسعار. فحين ترتفع كمية الحركة فذلك يدل على أن السهم في حالة نشاط للشراء من قبل المتداولين في السوق. أما إذا انخفضت كمية الحركة فذلك يدل على انخفاض اهتمام المتداولين بشراء السهم.
من الجدير بالذكر أن مؤشر القوة النسبية متذبذب إلى حد ما، وهو ما يجعل التجار يتمكنون من تحديد ذروة البيع وذروة الشراء في السوق بكل سهولة. فالمؤشر يعمل على تقييم سعر الأصل من خلال مقاس 0 إلى 100، مع الوضع في الاعتبار الأربعة عشر فترة. فحين يكون ناتج مؤشر القوة النسبية 30 أو أقل، فذلك يل على ذروة البيع حيث يكون الأصل قريبا من القاع. أما حين يكن الناتج أكثر من 70 فذلك يدل على ذروة الشراء حيث يكون سعر الأصل قريبا من القمة خلال تلك الفترة الزمنية، ومن المتوقع أن ينخفض.
على الرغم من أن الأربعة عشر فترة هي الإعداد الإفتراضي لمؤشر القوة النسبية، فقد يقوم بعض المتداولين بتعديلها بغرض زيادة الحساسية باختيار فترات أقل أو تقليل الحسياسية باختيار فترات أكثر. ولذلك فإن مؤشر RSIعلى مدار سبعة أيام يكون أكثر حساسية تجاه تحركات الأسعار بالمقارنة مع المؤشر الذي يكون على 21 يوما.
كيفية قراءة مؤشر القوة النسبية RSI
يعمل مؤشر RSI على مقارنة متوسط حجم حركة الأسعار السلبية وحركة الأسعار الإيجابية خلال الفترة قيد الدراسة. ويتم حساب المؤشر من خلال ثلاثة خطوات على النحو التالي:
- أولا: حساب المتوسط للخسائر والمكاسب على مدى عدد من الفترات التي تكون قيد الدراسة كما يلي:
متوسط الربح= مجموع التحركات الإيجابية للأسعار خلال فترات N الأخيرة / عدد الحركات الإيجابية خلال الفتراتN الأخيرة.
متوسط الخسارة= مجموع التحركات السلبية للأسعار خلال الفترات N الأخيرة، / عدد الحركات السلبية خلال الفتراتN الأخيرة.
- ثانيا: يتم المقارنة بين الاثنين من خلال قسمة متوسط الربح على متوسط الخسارة: RSI= متوسط الربح/ متوسط الخسارة.
- ثالثا: يتم تسوية النتائج من خلال استخدام الصيغة: RSI = 100- (100/1 + RS).
استراتيجيات تداول مؤشر RSI
يوجد عدد من الاستراتيجيات الشائعة لتداول مؤشر القوة النسبية RSI، وهي على النحو التالي:
- بناء المستويات الأفقية والقطرية والدخول إلى الصفقات عند الاختراق، فيمكن للمتداول رسم المستوى بناءاً على نقاط المؤشر المرجعية. وهو ما يساعد في بناء مستوى مخطط مماثل للسعر. حيث أن المؤشر يقوم بإرسال إشارات مبكرة، فيمكن ملاحظة نقط الاختراق مبكرا.
- مستويات ذروة الشراء وذروة البيع OBOS: وتقترح هذه الاستراتيجية تحديد نقاط الاتجاه المحورية. حيث ينعكس الاتجاه حيث يكون السوق مشبعاً، مع وجود عدم التوازن في أحجام الأوامر للبيع أو الشراء. وفي هذه اللحظة يكون المؤشر في منطقة ذروة البيع أو ذروة الشراء، فلا يجب الشراء إذا ارتفع خط المؤشر لأكثر من المستوى 70.
وتشير هذه الاستراتيجية إلى ضرورة الانتظار حتى يحدث انعكاس لخط المؤشر من منطقة ذروة الشراء; ومن ثم الدخول في صفقة البيع بناءا على بعض الإشارات الإضافية. ونفس الأمر ينطبق على الدخول في صفقات الشراء حين يحدث انعكاس للمؤشر في مناطق ذروة البيع.
- التباعد: ويحدث حين يتحرك خط المؤشر بالاتجاه المعاكس لمخططات السعر فذلك يشير إلى انعكاس الاتجاه قريبا.
- التأرجح: ويحدث حيث يقوم المؤشر برسم نمط W أو M، فيتم كسر المستوى للإشارة وفتح مركزا لتصحيح الاتجاه بعد رسم النمط.
- تأكيد كاردويل للاتجاه، فهذه الاستراتيجية تعمل على استخدام مستويات تتغير مع تغير اتجاه الأسعار. فهي توصي بدخول الصفقات حين يرتبد المؤشر من المستويات القوية وينعكس. فمستويات الاتجاه الصاعدة هي 40 و80، ومستويات الاتجاه الهابطة هي 20و60.
- انعكاسات كاردويل السالبة والموجبة، وهي مثل فكرة التباعد العكسي تماما.
انحرافات مؤشر القوة النسبية RSI
إلى جانب درجات مؤشر القوة النسبية 30و70 والتي قد تكون إشارات إلى احتمالية ذروة الشراء أو ذروة البيع في سوق المال. فإن كثيرا من المتدلوين يتسفيدون أيضا من مؤشر RSI في محاولات التنبؤ بالتراجعات في الاتجاه. أو فيما يتعلق بتحديد مستويات نقاط الدعم والمقاومة عن طريق استخدام الاختلافات الهبوطية والاختلافات الصعودية أو Bullish and Bearish Divergences.
الاختلاف الصعودي عبارة عن حالة تحرك سعر الأصول ومؤشر RSI باتجاهين معاكسين، فنتيجة مؤشر RSI ترتفع وتنتج قيعان أعلى في حين أن السعر ينخفض وينتج قيعان منخفضة. وذلك هو ما يعرف باسم الاختلاف الصعودي والذي يشير إلى زيادة كمية الحركة بالرغم من اتجاه الأسعار نحو الهبوط.
وعلى نقيض ذلك فالاختلاافات الهبوطية تشير إلى فقد السوق لكمية الحركة بالرغم من ارتفاع الأسعار. وبالتالي يسقط موشر RSI وينتج عنه ارتفاعات منخفضة بالرغم من ارتفاع سعر الأصول وينتج عنه ارتفاعات مرتفعة.
ولذلك يجب الوضع في الاعتبار أنه لا يمكن الاعتماد على اختلافات مؤشر RSI في الاتجاهات القوية للسوق. وأن الاتجاه الهبوطي القوي يمكن أن يقدم الكثير من الاختلافات الصعودية قبل أن يصل إلى القاع الفعلي في نهاية الأمر.
الخلاصة،، إن مؤشر RSI متعدد الاستخدامات، ويمكن استخدامه بدلا من الكثير من المؤشرات الأخرى للحصول على تخطيط منظم. ومع ذلك فلا ينصح باستخدامه منفردا ويفضل استخدامه مع مؤشر الماكد أو المتوسطات المتحركة أو خطوط الاتجاه.
تعرف ايضاً علي مؤشر التوقف والعودة Parabolic SAR – مؤشر الستوكاستيك Stochastics